إنها تدخل العقول وتتلفها مثل الشيطان، تلج بحار الفكرة بصور وأشكال وأنواع مختلفة، ومروجوها يملكون سحر الاقتحام، وذعر الوصول إلى الشباب بمغريات ومثيرات، فيها العجب العجاب.
ولدى هؤلاء الشياطين، طرائق وسبل ووسائل ما أنزل الله بها من سلطان.
والتهديد يأتي من مناطق مختلفة وزوايا وشعاب وهضاب يشيب لها الرأس.
لا يترك شياطين البشر شاردة ولا واردة من الحيل والدهاء إلا ويسلكونها، والضحايا شباب وأطفال وأسر تدفع ثمن الغفلة، والصمت المريع على أعتى السموم المدمرة للعقل والوجدان، والوطن يضع كل إمكانياته وقدراته ورجال أمنه وأبطال خط الدفاع الأول، لأجل أن يكون المجتمع في منأى عن هذه الآفة، وعن عيون المتسلطين على ضمير البشر، والقابضين على جمرة النيران المحرقة، يسعون بكل ما يملكونه من مكر وخبث وحنث لأجل اصطياد الفرائس، والدخول عليهم من ثغرات متعددة، وتحقيق أهدافهم الأثيمة، ونواياهم اللئيمة.
اليوم وقد بلغ السيل الزبى، وجب على الجميع التكاتف والتضامن والوعي بأهمية درء الخطر، وكسر شوكة الهجوم الشرس الذي تشنه دوائر الدمار والتخريب، والتشويه لصورة الإنسان، وسلب عقله، وجلب الضياع إلى الأسر، والتي تجد نفسها في كثير من الأحيان أنها رفعت بصرها متأخرة، وقد ألم بالأبناء أشد الجوائح فتكاً بروحهم.
اليوم لم تعد الهجمة مقصودة في حق الشباب، بل إن الموجة العارمة طالت الصغار من أطفال المدارس، وهذه السموم تدس لهم بوسائل جهنمية، في الأطعمة، وفي أهم ما يهرع له الأطفال، وهي الحلوى، الأمر الذي يستدعي اليقظة ونشاط الهمة، والوعي بأهمية المتابعة، والاهتمام بكل ما يحيق بفلذات الأكباد.
الجميع مطالب بالوقوف على هذه الملمة الخطيرة والانتباه، وألا يترك الصغار بالذات بين أيدي السائقين والخدم، لأن الوسيلة الأسهل للوصول لهؤلاء الصغار، تبدأ من الأيدي السمراء المشمرة والتي تصاحب الصغار إلى مدارسهم، والكثير من الجرائم تحدث بسبب هذه الثقة العمياء، وهذه اللا مبالاة، وهذه الغفلة المفزعة.
الجميع اليوم مطالب أن يقفوا كتفاً بكتف إلى جانب الأجهزة الأمنية، والتضامن معها من أجل الشباب والأطفال، وغفلة للحظة، لسبب من الأسباب، قد تسبب ضياع مصير شاب أو طفل، وبعدها لن يفيد الندم، ولن ينفع البكاء على اللبن المسكوب.