- الذكاء الصناعي معنا لا ضدنا، يجب أن يخدم الإنسان، لا أن يجعل منه شخصاً مستسلماً كسولاً مستهوناً كل الأشياء، وكأنه سيصبح مثل «البشكار أو البشكارة» في البيت. لِمَ يراهنون على الذكاء الصناعي، وينسون أن الإنسان أكثر كائن محتال في التاريخ، ماذا لو طور الإنسان دماغه الذي لا يستعمل منه حتى الآن إلا ما يقاس بـ10% فقط.
- الإنسان أكثر الكائنات مكراً، عاش مع الحيوانات وكان يحتكم لشريعة الغاب، فاعتمد على قوة جسده ليجاريها في العدو والانقضاض والفتك، لكنه بدأ يفطن لمسألة المخ وقدراته العجيبة، فطوره، وترك الحيوانات وحدها في الغابة ولاذ بالكهوف للحماية، وقلل من استعمال طاقته الجسدية، وبدأ في السكن البعيد وبنى الأسوار والجدران والأبواب والنوافذ، اكتشف من الأصوات حروفاً فنطق ثم تعلم ثم كتب، ثم اخترع ما يحميه من أعدائه بابتكاره أنواع الأسلحة، فلا تستهينوا وترتهنوا إلى المراهنة على الذكاء الصناعي، والبدء بمبالغات يرتعد منها فقط الموظفون أصحاب الرعب الوظيفي، وتنسوا ذلك الإنسان.
- لِمَ حينما يكبر الإنسان في العمر يبدو أكثر عناداً، وأكثر جدلاً، وأكثر انتقاداً للناس والأشياء، ولا يثق في أحد بسهولة، تبدو المساحات أمام عينيه أضيق، ويبدو هو عدوانياً تجاه الفراغات التي تدل على المجهول القريب الذي يخافه!
- هناك حماقات صغيرة في الحياة، وكنا نعدها في وقتها كبيرة، ولا يمكن أن نتنازل عنها بسهولة، وربما لو كلف الأمر موقفاً حاداً من أجلها، ولكن مع العمر وحينما تراجعها في وقتك الطويل، وفراغك المؤلم، تشعر أنها أعشاب صغيرة يابسة، وغير ضارة، ولا كانت تحتاج إلى ذلك التأزم في حينه.
- ثمة صداقات نتأسف عليها، وثمة عداوات نندم عليها، وحدها الحياة بتجاربها يمكنها أن تسقينا سكرات الصداقات، وتمنحنا نياشين العداوات!
- هناك أناس يكون بودك لو تعتذر لهم، لكنهم لا يعطونك تلك المكرمة، إما لأنهم أكبر منها، وإما أن يكونوا قد غابوا في الحياة، ولا يعني لهم الاعتذار أي معنى!
- هناك أناس تخبئ لهم شكراً متواصلاً، ولا تعرف أن تترجمه لمفردة تفرحهم، ولا هم قادرون على أن يستشفّوه من حنايا ضلوع الصدر، ومن الآهة التي تجرح أطراف الحنجرة.
لا أعرف لم يصرخ الإنسان حينما لا يعجبه شيء؟ وكأنها ردة فعل طبيعي، الصراخ مرتبط بالألم والوجع، فهل ما لا يعجب النفس يؤلمها؟
- ليس ألذ من حكمة تذوب في الفم، وليس أطيب من نفس طيّب يجول في أركان البيت، وليس أجمل من خضرة تكحل هدب العين، فليت شيئاً من عسل وعنب، ونخل كثير، يظل تباشير لصباحاتنا التي وجهتها الخير دائماً.. وأبداً.
- حينما تنشئ مكتبتك الشخصية، يصعب عليك الانتقاء، وحينما تكتمل يصعب عليك الاختيار، الآن تدرون ما أصعب موقف أتعرض له مع دور النشر، وفي معارض الكتب، حينما يعرض البائع عليك كتباً ساذجة أو حينما يسألك عن ماذا تبحث بالضبط لكي يساعدك، وأنت تدرك في قرارة نفسك أنه لا يستطيع أن يساعدك أو حتى يفهم طريقك الطويل الذي سلكته لكي تؤسس مكتبتك الخاصة، ومن كل المدن وأرصفتها ومكتباتها السفلى، وما يخبئه أصحابها تحت الأدراج من كتب ممنوعة، ومارقة وذات جدل!