تابعت تقريراً نشرته جريدتنا «الاتحاد» في صفحاتها الاقتصادية مؤخراً يتناول النمو الذي يشهده سوق التأمين ضد الهجمات السيبرانية في الإمارات، بمعدل نمو سنوي يبلغ حوالي 25.6% خلال الفترة 2023-2028، حسب التقرير الذي أصدرته مؤسسة «ماركنتل» للبحوث والدراسات.
نمو يؤكد الحاجة المتنامية للقطاع الذي يشهد استثمارات ضخمة، ويدفع الجميع دولاً ومؤسسات وأفراداً للاعتناء بقطاع وجانب يعد من عصب الحياة العصرية.
وأصبح معه الأمن السيبراني وتعزيزه وأحد من أهم القطاعات وأخطرها باعتباره يمس حياة الجميع وتطور المجتمعات في سوق قال التقرير إنها تشهد توسعاً مطرداً حتى العام 2028.
قبل سنوات عدة حاول مصرف محلي أن يفرض على متعامليه رسماً شهرياً قدره خمسة عشر درهماً تحت مسمى «تأمين الحساب» إلكترونياً، وعندما قوبل برفض واستهجان تراجع عن خطوة كان سيجني منها مئات الألوف من الدراهم شهرياً دون جهد يذكر، بما يكشف استسهال البعض فرض ما يريد من رسوم لمجرد أنه الطرف «الأقوى».
أصبح «التأمين السيبراني» واقعاً جديداً في حياتنا في ظل الاعتماد شبه الكامل على التقنيات والتطبيقات الحديثة وتوسع الدول والخدمات الحكومية والشركات في استخدامها للوصول لخدماتها من خلال إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، والجيل الأحدث للشبكات وغيرها من التطورات.
ونتابع حرص شركات التقنيات الكبرى على تقديم جوائز مالية كبيرة للمختصين ممن يتمكنون من اكتشاف ثغرات خطيرة في أنظمتها وبرامجها لتعزيز قدراتها للتصدي لأية محاولات اختراق من قبل قراصنة المعلوماتية، والأمر ذاته مع الدول ومرافقها الحيوية التي تستثمر أموالاً طائلة لمنع السيطرة عليها من جانب أجهزة معادية أو حتى عصابات الابتزاز.
وكما جاء في التقرير فإن «التأمين الإلكتروني يوفر حماية مالية لحاملي وثائقه ضد أي حادث عبر الإنترنت يتضمن تغطية الطرف الأول للخسائر الناتجة عن القرصنة والابتزاز والانتهاكات وتدمير البيانات وهجمات رفض الخدمة»، لافتاً إلى أن «من أبرز المستخدمين النهائيين للتأمين الإلكتروني قطاعات الخدمات المصرفية والخدمات المالية والتأمين، وقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والدفاع، والطاقة، والتجزئة، والرعاية الصحية». وتابعنا كذلك حجم الابتزاز الذي تعرضت له مستشفيات كبيرة وكذلك مطارات رئيسية في الغرب نجح متسللون في اقتحام قاعدة بياناتها والسيطرة عليها.
وإذا كانت الدول والشركات الكبيرة تملك من الأموال والموارد ما يكفي لتحصينها من «قراصنة العصر» فليس أمام الفرد العادي سوى التحلي بالوعي «السيبراني» واليقظة لتفادي «فيروسات الرهينة» ومشتقاتها.