تجوب دوريات إلكترونية تابعة للشرطة ودوائر الأمن السيبراني، فضاءً واسعاً يعج ويزخر بمنصات ومواقع ما أنزل الله بها من سلطان، منها المفيد، والغالب الأعم يتضمن محتوى هابطاً، ناهيك عن أخرى تقدم المدمر من المواد، مدمر بما تعنيه الكلمة، سواء لقيم وأخلاقيات وعقيدة المجتمع أو تروج التوجهات المتطرفة أو تطرح عروضاً باسم الاستثمار لاستدراج أكبر شريحة ممكنة والإيقاع بها في فخ أوهام الثراء السريع. 
تقوم هذه الدوريات بجهد كبير واستثنائي قد لا يخطر على بال الكثيرين منا لحماية المجتمع، رغم تلك المقولة الشهيرة بأن «القانون لا يحمي المغفلين». 
جهود تتطلب منا توجيه الشكر والتقدير للشباب والشابات من الجنود المجهولين أبناء هذا الوطن الغالي الذين يقومون بواجبهم ومسؤولياتهم بتواضع ونكران للذات، ولا ينتظرون منا غير مساعدتهم على إنجاح مهامهم بالتعاون واليقظة وعدم التفاعل أو التجاوب مع المواقع والدعوات المشبوهة للعصابات التي تقف وراءها والإبلاغ عنها ليتكفلوا هم بإتمام المهمة.
كما أن الشركات الكبيرة التي يستغل النصابون أسماءها واكتتاباتها ويضعون صور مسؤوليها مدعوة لسرعة تنبيه الجمهور حتى لا يقع البعض صيداً سهلاً لأولئك المحتالين، كما فعلت شركتنا الوطنية «أدنوك» أكثر من مرة... مواقع مشبوهة استغلت خلال الأيام القليلة إعلاناً لشركة صرافة إماراتية معروفة لتوهم متابعيها بصرف عائد شهري بقيمة 16 ألف درهم لتنهال عليها الطلبات والاستفسارات،  ولا بد من التدخل الفوري من قبل الشركة المستغل اسمها في الواقعة، ونؤكد دور سرعة التدخل والتوضيح في إجهاض خدعة أولئك المحتالين.
نشير في هذا الإطار إلى تقرير نشرته إحدى شركات الأمن السيبراني كشف عن «حملة احتيالية جديدة تستهدف مجتمعاتنا من خلال 2400 صفحة عمل مزيفة تنتحل صفة أكثر من 40 شركة لخداع الباحثين عن وظائف. وقال التقرير إن الهدف من الحملة سرقة بيانات المتقدمين للوظائف التي تعرض برواتب خيالية، وفرص عمل وهمية في شركات كبيرة».
 لذلك من المهم جداً الوعي واليقظة التامة في المقام الأول، وكذلك التعاون مع الجهات المختصة بسرعة الإبلاغ عن أية مواقع مشبوهة أو احتيالية.
الكم الكبير من مواقع التوظيف الوهمية والتفاعل الأكبر معها يكشف في الوقت ذاته عن حجم المشكلة بوجود أعداد كبيرة من الباحثين عن عمل، وعدم شفافية جهات التوظيف الرسمية معهم، بحيث تكون لمسألة التقديم لديها مصداقية في الرد بكل مسؤولية، بدلاً من تركهم يبحثون ولو افتراضياً عن بصيص أمل لفرصة طال انتظارها.