طوال مسيرة التحديث التي شهدتها دولة الإمارات منذ التأسيس وحتى اليوم، ظلت المرأة الإماراتية تلعب دوراً محورياً كبيراً في كافة المجالات. وعندما نحتفل هذه الأيام بيوم المرأة العالمي، لابد أن نقف عند المنجز الأدبي الملفت حقاً للشاعرات والأديبات في مسيرة الحداثة الأدبية التي تولدت وتشكّلت منذ منتصف السبعينيات ببروز مجموعة من الأصوات المهمة في الشعر والقصة القصيرة.
وما إن وصلنا إلى مطالع الثمانينيات، إلا وكانت الإمارات تزخر بأسماء نسائية كثيرة أسهمت الصحافة في تقديمها كأصوات جديدة في الأدب وبنفَس حداثي واضح.
نذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر تجربة الشاعرة ظبية خميس التي انطلقت في السبعينيات وأصدرت كتابها الأول «خطوة فوق الأرض» في عام 1981 واستمرت في النشر حتى اليوم.
ومن أسماء الجيل الأول أيضاً الشاعرات ميسون صقر ونجوم الغانم وأمينة ذيبان ومنى سيف وصالحة غابش وخلود المعلا وعائشة البوسميط، ومعهن في الفترة ذاتها كاتبات القصة القصيرة سلمى مطر سيف ومريم جمعة فرج وسارة حارب وابتسام سهيل وحصه عبدالله وهالة حميد معتوق وأسماء أخرى كلها كانت قد برزت في الملاحق والصفحات الثقافية في تلك الفترة. 
ومنذ مطالع التسعينيات حتى اليوم، ارتفع عدد المشتغلات في شأن الأدب على مستوى التأليف والدراسة والنقد ليفوق المئات. وأصبح لدينا تيّار أدبي مهم ينتج اليوم أعمالاً أدبية ترتقي إلى مصاف التجارب الناضجة عربياً، حيث توجت الشاعرة ميسون صقر القاسمي بجائزة الشيخ زايد للكتاب في أرفع تكريم عربي لأديبة إماراتية. وهناك أسماء وصلت للقائمة القصيرة لجائزة البوكر في الرواية مثل ريم الكمالي. وحصدت خلود المعلا جائزة بلند الحيدري في الشعر، وأخريات حصدن جوائز محلية وخليجية وتم تكريمهن في ملتقيات الشعر والسرد على المستوى العربي والعالمي.
لست هنا بصدد عرض أسماء الأديبات إذ إن القائمة تطول. ولكن ينبغي أن نشير إلى أن الأدب الذي تكتبه المرأة الإماراتية حقق على مستوى الحرفة الفنية امتيازه الخاص.
واستطاعت القصيدة أن تقدم صوتها وهي متكاملة من حيث قوة التعبير الأدبي والجمالي، وأيضاً الجزالة والتجديد في بناء الجملة الشعرية. وتمكنت المرأة من أدوات القصة القصيرة واقتراح مضامينها الاجتماعية والنفسية من دون التخلي عن المهارات الفنية لكتابة القصة على مستوى اللغة والأسلوب والبناء.
اليوم، وفي كل معرض كتاب، نتلقى المئات من الإصدارات لكاتبات الإمارات. هناك جيل جديد ينتج معرفـتـه وأدبه وهو في طور نضجٍ آسرٍ بالتأكيد.