انشغلت الساحة التربوية والتعليمية والمجتمع الطلابي وأولياء الأمور مؤخراً بالقرار الذي أعلنه معالي أحمد بالهول الفلاسي وزير التربية والتعليم، خلال إحاطة خاصة بشأن معايير وشروط القبول في مؤسسات التعليم العالي بالدولة، وأصبح بموجبه اعتماد اختبار «إمسات» اختيارياً، بدءاً من العام الأكاديمي 2023 - 2024. 
جاء القرار غداة توجيهات سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية -خلال اجتماع للمجلس عن بُعد- «بتحديث ضوابط ومعايير اختبار الإمارات القياسي «إمسات» للعام الأكاديمي الحالي، بما يتناسب مع تطلعات الطلبة، ويضمن حصولهم على مقاعد دراسية في مؤسسات التعليم العالي، وذلك ضمن سياسة موحدة للاختبارات الوطنية والدولية».
 وقد أكد سموه أن «مصلحة الطلبة تأتي أولاً، ويجب أن تكون المنظومة التعليمية داعمة للشباب لاستكمال دراستهم الجامعية في التخصصات التي تتناسب مع ميولهم ومهاراتهم وقدراتهم ليكونوا شركاء فاعلين في بناء مستقبل وطنهم»، مشيراً إلى «أهمية الحفاظ على جودة منظومة التعليم العالي في الدولة، بما يعزز المخرجات التعليمية ومتطلبات سوق العمل». 
 قرار الوزارة بشأن «إمسات» بدلاً من أن يضع حداً للجدل المثار زاد من حدته مع تباين التفسيرات المصاحبة والتأويلات التي انتشرت مع القرار الذي قالت الوزارة، إنه «يمنح مؤسسات التعليم العالي بالدولة مرونة الاختيار بين استيفاء اعتماد (إمسات) أو سواه من اختبارات قياس كفاءة الطلبة المعتمدة في الدولة، بغرض القبول في مختلف التخصصات والبرامج الأكاديمية، كما يمنحها المرونة في تحديد الحد الأدنى لدرجات أيٍ من تلك الاختبارات المطلوبة ضمن شروط وإجراءات القبول، وذلك مع ضمان الحفاظ على جودة مخرجات العملية التعليمية بحسب معايير الاعتماد الأكاديمي».
القرار مهما تباينت الآراء بشأنه يظل معبراً عن الروح الجديدة للعهد الجديد في الوزارة ومؤسسة «تعليم»، وتحدثنا عنها في أكثر من مناسبة، وتحمل قدراً كبيراً من التفاعل والمرونة مع قضايا الميدان وأمور الطلاب، وحيث قال معاليه، إن «الوزارة ستقوم وبشكل دوري بمراجعة مستجدات القرار، بالتشاور مع مؤسسات التعليم العالي في الدولة لضمان أفضل المخرجات والنتائج التعليمية للطلبة».
كمتابعين وأولياء أمور، ننظر للقرار بكل تقدير وارتياح، باعتباره أزاح أداة ساهمت في إعاقة طموحات وأحلام الكثيرين، أتاح ظهور «أكشاك» الاتجار بالتعليم جعلت منه وغيره كـ«آيلتس» و«توفل» مناجم تدر ملايين الدراهم على حساب تلك الأحلام حتى أمسى «إمسات» لهذا المآل.