إذا كان السؤال هو «أبو المنطق»، فأي الأسئلة التالية أقرب إلى المنطق: هل يمكن أن نشهد للمرة الأولى في تاريخ كأس العالم للأندية مباراة نهائية عربية خالصة؟ كيف يلعب الأهلي مع ريال مدريد وكيف يلعب الهلال مع فلامنجو؟ هل تُنهي المدرسة اللاتينية احتكار المدرسة الأوروبية للقب منذ 2012؟
السؤال الأول يمكن اختصاره في ثلاث كلمات «حلم عربي مشروع»، ولا توجد إجابة واحدة قاطعة وحاسمة على أي سؤال لأنها كرة القدم، فكتابة سيناريو مسبق مضمون النهاية لمباراتي الأهلي وريال مدريد، والهلال وفلامنجو، أمر لا يستطيعه أفضل مؤلف، وبالطبع مواجهة بطل أوروبا أو بطل أميركا الجنوبية ستختلف كلياً عن مباراتي الأهلي مع أوكلاند وسياتل وعن مباراة الهلال مع الوداد. أتذكر المباراة النهائية بين العين وريال مدريد أمام 43 ألف متفرج عام 2018، وكان الفوز حليفاً للريال بنتيجة 4-1، لأن المباراة كانت عامرة بالمساحات، ومواجهة بطل أوروبا وصاحب الألقاب الكثيرة، لا تكون باللعب المفتوح، ولا بصدر مفتوح، فلا يجب ترك المساحات للريال، وهو ما يقودنا إلى حتمية حذر الأهلي من السماح للاعبي الملكي بمساحات واسعة يتحركون خلالها بحرية، وإنما يجب عدم تركهم يلعبون «براحتهم»، وهذا يفرض على الأهلي تقارب المسافات بين لاعبيه وبين خطوطه، ولا شك أن مارسيل كولر سيعد خطته المناسبة بعد مشاهدته لآخر أربع مباريات لريال مدريد. ومعروف أن بطل أوروبا يعاني من إصابات تعرض لها كريم بنزيمة، والمدافع البرازيلي إيدر ميليتاو ولاعب الوسط البلجيكي إدين هازارد، والفرنسي فيرلان مندي والإسباني لوكاس فاسكيس وكورتوا حارس المرمى العملاق. كما يعاني ريال مدريد من تراجع نتائجه في الدوري الإسباني وهو متأخر بفارق 8 نقاط عن برشلونة، بعد الهزيمة الأخيرة أمام مايوركا بخطأ من مدافعه ناتشو، لكنه في النهاية ريال مدريد «الملكي الذي سيواجه الأهلي ملك أفريقيا المتوج»، كما قالت صحيفة ماركا الإسبانية الشهيرة. قد تكون مباراة الهلال مع فلامنجو أسهل نسبياً، خاصة أن زعيم الكرة السعودية يضم كتيبة لاعبين محترفين، يملكون خبرات المباريات الكبيرة، وقد نجح في فرض شخصيته على الوداد بطل أفريقيا في الشوط الثاني، أمام جماهيره العريضة، متجاوزاً سيطرة الوداد على مجريات اللعب في الشوط الأول، الذي شهد عدة فرص تهديف لبطل أفريقيا، فيما لحق الهلال بالمباراة في نهاية وقتها الأصلي بضربة جزاء وتعادل الفريقان، ولعبا وقتاً إضافياً، وحسمت المباراة بدراما ركلات الترجيح التي ابتسمت للهلال.
** خلال ساعات سوف نحصل على إجابات لأسئلة مونديال الأندية، ولكن تذكروا أن أفضل مؤلف لا يمكنه أن يقدم لنا سيناريو له نهاية معروفة أو إجابة قاطعة وحاسمة.