يُسدل اليوم الستار على فعاليات «المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار» الذي نظمته وزارة التربية والتعليم في نسخته السادسة تحت شعار «بالمعرفة نتخطى كل الحدود»، بالتزامن مع بدء شهر الابتكار الذي تشهده مختلف مناطق الدولة.
المهرجان تحول بالفعل إلى منصة توفر بيئة ابتكارية وطلابنا يبحرون في فضاء بلا حدود مع أحدث أدوات التكنولوجيا والابتكار والتطور العلمي والذكاء الاصطناعي، وإذكاء روح التنافس والإبداع بينهم.
 ولدى انطلاق المهرجان، حرص معالي أحمد بالهول الفلاسي، وزير التربية والتعليم، على الإشارة للتوجهات المقبلة في الميدان التربوي والتعليمي، خاصة فيما يتعلق ببناء أجيال الغد، وذلك عندما أشار معاليه إلى «التسهيلات التشريعية وحماية الملكية الفكرية التي نفذتها وزارة الاقتصاد، باعتبارها تساهم في تسهيل الابتكار، وتفسح المجال أمام الطلبة ورواد الأعمال في تطوير أفكارهم ومشاريعهم، ضمن بيئة حاضنة». 
وقال «إن تكيّف الطلبة أهم مهارة في مجال التعليم يمكن أن يتحلوا بها استعداداً لسوق العمل في المستقبل، للنجاح في التعامل مع التغيرات السريعة الحاصلة نتيجة التطور التكنولوجي وانعكاسه على طبيعة ممارسة الأعمال. وإن الشهادتين المدرسية والجامعية تؤشران لبداية طريق التعلّم وليس نهايته، كما كان يحصل في العقود السابقة»، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة التي تلي سنوات التعليم الإعدادي والثانوي والجامعي، هي مرحلة التعلّم مدى الحياة. 
 كلام طيب وجميل يحفز الطلاب على التفكير بالعمل المستقل والخاص بعيداً عن انتظار الوظائف التقليدية. ولكن الرؤية الطموحة بحاجة لترجمة على أرض الواقع من خلال تبني المشاريع الطلابية الناجحة، سواء من عباءة المهرجان أو شهر الابتكار إجمالاً.
 وعلى سبيل المثال، توقفت بكثير من الإعجاب أمام مشاركة طالبين في المهرجان بمشروع «توظيف الذكاء الاصطناعي في تقويم النحو والعربية»، وهما عبدالعزيز فهد الرئيسي ومحمد يوسف الحوسني، ففي الوقت الذي يتعلق فيه معظم أقرانهما بلغات أجنبية، أظهر هذان الطالبان حبهما وشغفهما بلغتنا العربية الجميلة، وكان أحدهما شارك وفاز في دورة سابقة من المهرجان عن مشروع حول «عزوف الطلاب عن دراسة النحو»، واعتبر مشروع استخدام الذكاء الاصطناعي في تصحيح الأخطاء النحوية استكمالاً لمشروعه عن العام الماضي.
أمام هذه الصورة المشرفة، يطل التساؤل القديم المتجدد أين الوزارة وغيرها من المؤسسات من تبني أمثال هؤلاء المتفوقين والمبدعين والأخذ بيدهم وإنجاح مشاريعهم ليتحقق الهدف من المهرجان وشهر الابتكار حتى نتخطى «بالمعرفة كل الحدود» ونأخذ بيد أهل الإبداع والأحلام الجميلة.