تُعد جائزة زايد للاستدامة، الرافد والحافز، والسحابة اللدنة التي تنث على الأرض، وتحث أبناءها على المضي قدماً من أجل بيئة خضراء، يانعة، يافعة، نظيفة من ملوثات الحضارة، وعبث الذين يجعلون من رئات البشر مكبات نفاية.
الإمارات اليوم تقود زحفاً أممياً يحفل بالابتسامة في وجه أمنا الأرض، وتعمل جاهدة لإيقاظ الضمير العالمي، وتشجيعه على ابتكار كل ما هو معين، يحمي البيئة، ويحفظها ويرعاها، ويعتني بمكوناتها، لنبقى جميعاً نرتع في بساتين الفرح، ونتمتع بالصحة والعافية، ليس في الإمارات، وإنما في العالم أجمع، لأن القيادة في الإمارات مؤمنة بأننا جزء من هذا العالم، فلا يكفي أن ننقي ملاءتنا فحسب، بل إن العالم أجمع هو سلة واحدة، وعلى الجميع أن يعمل بكل جد وإخلاص لتحرير الأرض التي نسكن على سجادتها، وننام على مخدتها، ولا مجال للتهاون، ولا مجال للتقاعس، لأن الإنسانية إنْ غفلت عن نظافة الأرض، فهي مهددة في غذائها، وفي مائها وكسائها، وفي نومها وصحوتها، الإنسانية تحتاج كثيراً وبشكل مُلح بأن تنهض من سباتها، وأن تضع مشرط العلاج على الدمل الذي بدأ يتفاقم، ويكبر، ويتضخم، ويهدد الحياة بشكل مخيف ومرعب.
هذا ما تعمل الإمارات من أجله، وجائزة زايد للاستدامة هي الضوء الذي يطل على العالم من قريب، ويقدم هديته لكل مجتهد، وكل حازم، صارم، جازم في منع تدفق الكربون في أحشاء الوجود.
هذه الجائزة ضمن وسائل كثيرة تعمل الإمارات على ابتكارها، لصياغة ضمير عالمي جديد وواع، يفهم معنى الاعتناء بالأرض، والحفاظ على ثرواتها، والتي منها طعامنا وشرابنا، ولا وقت للتأمل، لا وقت للانتظار، لا وقت لكثير من الأسئلة، فاليوم نحن، وفي زحمة الشطط البشري، بحاجة ما للعمل وقليل الكلام، وهذا ما ترمي إليه الإمارات، وهذا ما تنفذه على أرض الواقع، بوازع أخلاقي وقيمي وإنساني، وديني.
الابتكار الأخضر، هو باختصار إبداع إماراتي، نتج عن خبرة وذكاء الذين يتقصون حاجة الناس، ويعملون على تقديمها على طبق من رضا وقناعة.
الإمارات تسبق التنفيذ بأدوات الثقة، بأن ما تقدمه هو لمنفعة العالم، ولتحقيق مصالح الشعوب، والتي نحن منها، وننتمي إلى الوجود الذي يجمعنا سوياً في بوتقة الحياة، على هذه الأرض الطيبة، ومنذ عهد الفلاسفة الكبار، منذ روسو وديدرو، هؤلاء الذين رسخوا في الذاكرة البشرية، بأن العلم من دون قيم لا قيمة له، فالتقدم التقني والصناعي من دون قيم، لا يخدم التقدم الأخلاقي والثقافي.
هذه ثيمة كل ما تقدمه الإمارات، وكل ما تنهض به من ابتكارات وإبداعات وبلاغة في الصورة والأصل.
الإمارات منذ بدء التأسيس، على يد الباني، المؤسس المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته، عملت على افتراش الأخضر، كشرشف يدفئ الأرض، ويثري وجدان الإنسان، وكانت الشجرة هي الملاذ، وهي حقبة الازدهار، ونمو المشاعر الحية، والحيوية، في صدور عشاق هذا اللون.