أيام حافلة بالمناقشات والأطروحات الجديدة التي تبحث بعمق في مستقبل اللغة العربية، عشناها الأسبوع الماضي في أكثر من مدينة وجهة رسمية وأهلية في الإمارات، أبرزها قمة اللغة العربية في أبوظبي بالتعاون بين وزارة الثقافة والشباب ومركز أبوظبي للغة العربية. واحتفالية مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم في دبي، وحفل المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بمقره في الشارقة. بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف 18 ديسمبر من كل عام. وبالطبع شهد هذا اليوم العديد من البرامج الإعلامية والتفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي بما يعكس زيادة الاهتمام في الإمارات بهذا المكون الأساسي لهويتنا.
إحدى أبرز الملاحظات التي لمستها من هذه الاحتفالات أن الإمارات أصبحت قطباً فاعلاً في العمل على تعزيز اللغة العربية، من خلال مشاركتها في مشروع يهتم بوضع مناهج جديدة لتدريس اللغة العربية في المدارس على مستوى الوطن العربي، وستكون البداية مع خمس دول هي: الإمارات والسعودية ومصر وسوريا وتونس. وهذه واحدة من المبادرات الكبيرة بالطبع.
أيضاً تلعب الإمارات من خلال معارض الكتب الكبيرة فيها، ومبادرة تحدي القراءة العربي، وفعاليات مؤسساتها الثقافية والإعلامية، دوراً محورياً في مواجهة الكثير من التحديات التي تتعرض لها لغتنا عبر تعزيز حضورها في حياتنا ومخاطباتنا.
فكرة أخرى مهمة طرحها د. عبدالله الغذامي عندما قال: إن الإنجليزية أصبحت لغة عالمية (بالصدفة) لأن الولايات المتحدة اعتمدتها لغة رسمية لها وليس بسبب طبيعة هذه اللغة. بما ينفي مقولة أن اللغة العربية لا تصلح لغة للعلوم والتكنولوجيا. وكان يمكن أن تختار الولايات المتحدة أي لغة أخرى وستكون هي الأولى في العالم.
ومن المعلومات المحببة أيضاً أن اللغة العربية واحدة من بين 6 لغات معتمدة في الأمم المتحدة إلى جانب الإنجليزية والصينية والإسبانية والفرنسية ‏والروسية، بينما لا تزال لغات دول أوروبية عريقة مثل ألمانيا وإيطاليا، وشرقية مثل اليابان وكوريا غير معتمدة حتى الآن.
حضر الشعر العربي بقوة في هذه الاحتفالات، وهو أمر مهم جداً كون الشعر هو الذي يجدد طاقة اللغة ويمنح كلماتها الحرية في تعدد دلالاتها شرط أن يكون شعراً متجدداً، ومن دون الشعر تظل اللغة جامدة ومتكلّسة وغير قادرة على امتلاك المستقبل. وطرح فنانون فكرة بناء مسلسلات درامية تهتم باللغة العربية وبتضمين هذه المسلسلات في المناهج الدراسية.