سؤال الساعة والدقيقة: هل يمكن أن يتجاوز المغرب منتخب فرنسا؟.. بطل العالم حاجز آخر من الحواجز التي تواجه فرسان المنتخب المغربي، وهو مثل الحواجز المركبة في مسابقات قفز السدود بالفروسية، وستكون المواجهة شاقة ذهنياً وبدنياً وفنياً وتكيتيكاً، لأن منتخب فرنسا يملك خط هجوم جارف، كيليان مبابي، وجيرو، وديمبلي، ووسط ديناميكي متحرك ودفاعي رابيو وتشواميني، ودفاع صلب فاران، وهيرنانديز وكوند، وأوباميكانو، ويملك الديوك العقل وصانع الألعاب، وهو جريزمان أهم لاعبي الفريق وعنده مساحة حرية كبيرة في الحركة سواء بالمساندة الدفاعية أو الاتجاه ناحية الجناح الأيمن في موقف الهجوم، بينما أخطر لاعبي فرنسا معروف للجميع فهو كيليان مبابي، أحد أسرع خمسة لاعبين في العالم، وسرعته ليست هي فقط مصدر خطورته وإنما أسلوبه عند استلام الكرة واتجاهه نحو المرمى دون تردد.
عندما سئل أمرابط عن سر المغرب قال: «اللاعبون الـ 22 هو السر وكيف ندافع، وروحنا القتالية»، وعندما سئل: هل يمكن الفوز على فرنسا أجاب في جزء من الثانية: «نعم.. لما لا. لقد نال الفريق حقه في لمس النجوم».
إجابات أمرابط تعكس حالة ذهنية مهمة، لكن مواجهة فرنسا ليست سهلة على الإطلاق شأن كل مباراة في المونديال، إلا أن اليقين والطموح الحقيقي الذي يسكن قلوب اللاعبين ومدربهم هو السلاح والسر الأول وقد أشرت مراراً هنا إلى أن الكرة تلعب بالقلب أولاً، تلعب دون عقد نقص، تلعب بإرادة الفوز والطموح.. ثم تلعب بأسلحتها التقليدية «اللياقة الفائقة، ومعدلات السرعة القصوى، والاستخلاص، والتنظيم». وتقارب المسافات بين الخطوط وبين اللاعبين. وشاهدنا سيطرة المدرب وليد الركراكي، وقيادته في فرض واجبات دفاعية باهظة التكلفة البدنية على بوفال، وزياش وهما غالباً لا يفعلان ذلك بنفس القدر.
لقد حطم المغرب قواعد الاحتمالات في كرة القدم، وهي مسألة أعمق من مفاجآت المونديال ذاتها، وأهم شيء أن أسود الأطلس جعلت دائرة أحلامها تتسع عقب كل حاجز.. لم يعد التأهل لدور الستة عشر كافيا لما يسمى «صناعة التاريخ»، كما لم يعد التأهل إلى نهائيات كأس العالم حدثاً تاريخياً يستحق الاحتفال الصاخب «إياه»، فالأهم كيف نلعب كرة قدم في المونديال، ونذهب بتذاكر حلم عريض وطويل وليس بتذكرة ذهاب وعودة سريعة، باعتبار أن مجرد الذهاب كان تاريخاً !
** درس المنتخب المغربي هو أن عقلية اللاعب العربي يجب أن تتغير، وأن توظف له الإمكانات التي تساعد على تغيير العقلية، من تحضير شاق وتجارب احترافية خارجية، ومباريات تجريبية متنوعة وكثيرة وتدريب علمي وشخصية قيادية للمدرب.. هذا هو الدرس.