تمر راحلة هذه السحب إلى الجنوب، لم تعد السماء صافية، ولا قطرة مطر تأتي حتى الآن، الجو جميل واليوم مبهج ورائع في هذا الصباح، رياح خفيفة تهب من الشمال، باردة ومنعشة تزين هذا الوقت، شتاء بديع لا ينقصه غير المطر. من الآن وحتى إطلالة العام الجديد، والمدينة تتزين بالفرح، كل الوجوه فرحة ومبتسمة وسعيدة هنا في هذه المدن الإماراتية التي تصنع السعادة والجمال. أسواق عامرة بالزينة وكل جديد، أُعدت لفرح الناس وبهجتهم، بدءاً من أيام عيد الاتحاد وحتى الأعياد القادمة. عام يمر بزهوه وأمل يطل بأحلام جميلة. كل شيء يقول إن وقت وزمن الفرح قادم بالعام الجديد. 
حتى لو لم يأتِ المطر حتى الآن، فالشتاء رائع بسحبه العابرة، البحر أجمل بشواطئه وأمواجه التي تغازل السواحل دائماً، الشاطئ جميل برمله الأبيض أو الذهبي، الصحراء بديعة بامتداد الفضاء الواسع والرمال التي تزينها أشجار الغاف. والنباتات الصحراوية، والتلال الفضية والذهبية، عنوان بديع لما تركته الصحراء للناس محبي الانطلاق ومراقبة القمر والنجوم. مسرى السحب في الليالي المقمرة في الصحراء وحده لوحة جميلة وعجيبة، بين الضوء الساطع من النجوم والقمر، ثم مداهمة تلك السحب للضوء، لوحة الظهور والاختفاء بين القمر وظلال السحب وحدها عرض مسرحي في الصحراء الواسعة. تشكيلات وتكوينات سحب جميلة تطوف بك وأنت في فضاء الرمل. في جبال الإمارات تعزف السحب موسيقى المطر بين، الهطول القوي أو الهادئ، ثم السكون، وبعدها يبرق وجه الجبل لامعاً ساطعاً تحت ضوء القمر أو شعاع الشمس. الشجيرات الخضراء التي تزين الجبال ومنحدراتها صورة جميلة وبديعة من صور الشتاء في بيئة الإمارات الجبلية، تنوع بديع يتقاسم الجمال في بلدنا الجميل، بين صحراء وبحر وسهل وجبل.
 يأتي الشتاء دائماً ليزداد جمال الطبيعة وتشرق الإمارات وتزهو مثل وردة أو بستان أزهار متنوع الألوان. الشتاء في الإمارات أجمل الفترات التي يمكن أن تمر بك، وعليك اقتناص هذا الفصل الشتوي في التمتع بكل بيئات الإمارات، فكلها جميلة وبديعة، وتزداد روعة إن جاء المطر. كم نحب المطر حتى وإن لم تكن لنا حاجة لزرع أو مرعى، نحن مجبولون على حب هذا البديع المبهج منذ الأزل، الصحراوي حلمه موزع بين غيمة ومطر، بين سحب وقمر. يأتي الشتاء، فيأتي الفرح، تتغير حياة الناس والصحراوي تجده مثل الطائر الحر، مثل الشاهين الذي يتوق إلى الانطلاق في الفضاء المفتوح والحياة الواسعة. اعبري أيتها السحب بأحلامنا إلى البعيد، اهطل أيها المطر على تطلعاتنا وأحلامنا، ثم أنبت أشجاراً جديدة، أزهاراً جديدة. ورداً.. نحن أبناء السحب والمطر، والمنتظرون دائماً وأبداً هطول قطرات المطر- الماء، مع كل شروق جديد.