اليوم، وبمناسبة يوم الشهيد، تُنكس الإعلام لترتفع مجدداً في مراسم رمزية بسيطة عميقة الدلالات والمعاني، ونحن نستحضر ذكرى شهدائنا الأبرار، أولئك الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداء لتبقى راية الإمارات شامخة في ذرى الأمجاد، رجال صدقوا الله ما عاهدوا عليه، وصدقوا الوطن وقادة الوطن وشعب الإمارات الوفي الذي اعتبر أسرة كل واحد منهم أسرته.
وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، كانت توجيهات وتحيات ورسائل الاطمئنان من قائد الوطن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تصل وتدخل بيت كل أسرة شهيد في مختلف إمارات الدولة بجولات وزيارات الشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان، مدير تنفيذي مكتب شؤون أسر الشهداء، امتداد لمتابعات يومية متواصلة، وفي مشاهد وصور تجسد حجم الرعاية والمتابعة لأحوالهم على أعلى المستويات، وتختزل صور الالتفاف والتلاحم الوطني بين أبناء الأسرة الواحدة على أرض الإمارات.
لقد قدم شهداء الإمارات أروع معاني البذل والعطاء والتضحيات وملاحم الفداء، معاني لبعض مما يفيض في قلوب الجميع من حب وولاء وانتماء للوطن، وطن الكرم والجود الذي يغمر الجميع، ويطوق دينه الكبير أعناق الجميع، لذلك ليس غريباً على كل من في بلاد زايد الخير، هذه الفزعة والهبة عند استشعار أي أمر قد يمس سلامة الوطن واستقراره ومنجزاته ومكتسباته، غرس متأصل راسخ ثابت في الوجدان على امتداد حقب التاريخ وأزمانه.
وفي المناسبة الوطنية الجليلة، ونحن نحيي ذكرى شهداء الوطن في يومهم المجيد الذي أرّخ لفصل جديد وقيام دولة العز،  نترحم على أرواحهم متضرعين للخالق عز وجل أن يسكنهم فردوسه الأعلى، نستذكر بطولاتهم ونقف إجلالاً وعرفاناً، مجددين عهد الوفاء لتضحياتهم، ومواصلين السير على الدروب العظيمة التي ساروا عليها بالبذل والعطاء لإعلاء شأن الوطن وأبنائه في كل المجالات والميادين. 
عهد ووفاء لكل قطرة دم من دمائهم الزكية التي روت الأرض وبنت المجد، مناسبة تعلو معها وتترسخ قيم عظيمة لمعاني البذل والعطاء والوفاء للوطن، وتضحيات هؤلاء الأبطال التي ستظل خالدة في قلوبنا وفي ذاكرة الأجيال وتاريخ الإمارات الذي سجلها بأحرف من نور وضياء، ليروي للعالم سيرة مجد كتب فصولها أبطال الإمارات في كل ميدان، حماة الوطن الذين ينتصرون للحق والإنسانية لتظل الإمارات عوناً للشقيق وسنداً للصديق. وكما قال بوخالد «يقول المثل اندب رجال على الامحان// ونحنا على الامحان نندب شميميه».. رجال والله رجال.