اليوم ونحن نلج محيط التطور الاجتماعي والاقتصادي، سوف يكون مشروع قرى الإمارات المشروع الأهم والرائد في تنمية مستدامة لجميع قطاعات المجتمع، ويشمل الإمارات كافة وقراها التي تعد مخزناً تراثياً وثقافياً تستند إلى عاتقه نهضة الإمارات ورقيها في مختلف مجالات الحياة.
هذا المشروع هو النهر الخالد الذي سوف يسقي جذور الحياة القروية، والذي سيجعلها ضمن المحيط الأشمل، والذي يجمع القرية والمدينة على مائدة الوعي بأهمية أن يمضي الوطن إلى المستقبل بجناحي القرية والمدينة على حد سواء، إيماناً من القيادة الرشيدة بأن الثوابت لا تقبل القسمة على اثنين، وأن المدينة التي نشأت وترعرعت، ما هي إلا تلك القرية التي مدت الحياة بما تحتاج من كوادر بشرية وإمكانيات مادية، وأحلام يتسع لها الفضاء، ولا يحتويها إلا قلب القرية الدافئ والعفوي والذي منه وإليه تعود هذه الإشراقة التي تتمتع بها إمارات الوطن الكبير.
مشروع قرى الإمارات يحتفي بصورة سحرية مدهشة بكل ما تعنيه الكلمة بتراب الأرض ومائها وهوائها وأناسها الطيبين، وما قدمته أيديهم لهذا الوطن من تضحيات، ليبقى شامخاً، سامقاً، باسقاً كأشجار الغاف والسدر، ويظل دائماً القدوة والمثال للعالم بتجاربه الناهضة، ومشاريعه المبهرة، ومكتسباته التي تتمتع برونق الحياة المبهجة، ومهارة العبقرية الإماراتية المدهشة.
قرى الإمارات مشروع يحفر في الصدور سيرة وطن ما توقفت إبداعاته يوماً، وما تمهلت في ري الأحلام بعذب العطاء وجمال البذل وحسن الحدب في دروب العمر ومسالك الحياة.
هذه هي الإمارات، الأيقونة التي فاضت في سردها لكتابة التاريخ بسطور من عرق الأوفياء وكد النبلاء الذين لا يدخرون جهداً في جعل الإمارات دوماً زجاجة العطر التي تضمخ فضاء الآخرين، وتجعل من الواقع الباقة المنمقة بلون السحابات الممطرة، وشفافية النجمة المزدهرة، كل ذلك يحدث هنا، وهنا تمضي الجياد منسجمة مع واقعها ومن دون أسئلة غامضة أو حكايات مبهمة، لأن الذين يفكرون إنما يضعون مصلحة الإنسان هي الديدن، والعلاقة مع الآخر بقواسم مشتركة لا تخدشها شوكة الأنانية.
هذه هي الإمارات التي أنتجها فكر زايد، وتسير على صداها أفكار قيادة حكيمة لا تفرط بالنجاح، ولا تترك سانحة تؤكد سعادة الإنسان، وهو السراج المنير الذي على ضوئه تسير الركاب، وعلى كاهله تقع مسؤوليات النهوض بالوطن، ورقيه وتطوره، وحلو أحلامه، وجمال أيامه.
هذه هي الإمارات، وهذه سيرتها الذاتية في المجمل، والمختصر.