انطلقت بطولة كأس العالم 2022 في الدوحة بحضور قادة دول العالم و32 منتخباً نالوا شرف التأهل ومعها منتخب الدولة المستضيفة، بمتابعة الملايين حول العالم ومئات الألوف الذين يزينون الملاعب الثمانية التي شيدت لاحتضان البطولة منذ أن نالت قطر شرف تنظيمها قبل 12 عاماً، وتحديداً في عام 2010.
لم يكن حفل الافتتاح عادياً كما عهدناه في النسخ السابقة، وإنما كان بمثابة رسائل ذات معانٍ تاريخية وإنسانية في لوحاتها بكلمات معبرة عن أصالتها وإرثها الثقافي والحضاري الذي يستمد من ديننا الإسلامي التلاحم والتسامح واحترام الأجناس والأديان.
كان حفل الافتتاح مميزاً ومدحضاً لكل المشككين من الصحف الأجنبية التي شككت في قدرة قطر على الاستضافة منذ أن أسندت البطولة لها، وسعت لإلصاق الكثير من التهم إليها في جوانب مختلفة، وكذلك تكهنات المنجمين بأن البطولة سوف تلغى في اللحظات الأخيرة، إلا أن إصرار دولة قطر واللجنة المنظمة والعمل والمثابرة طوال الاثني عشر عاماً الماضية باستكمال كل متطلبات البطولة من البنى التحتية التي صنعت الفارق بينها وبين البطولات السابقة وملاعبها التي جهزت بكل مستلزماتها، لتكون علامة فارقة في مثل هذه الاستضافة رغم أن منتخبها لم يكن في يومه خلال ضربة البداية لعوامل كثيرة، أكثرها تأثيراً الجانب النفسي في هذا المشهد وهو صاحب الأرض، وقد اعتاد أصحابها منذ النسخة الأولى عام 1930 أن تكون لقاءات الافتتاح تنتهي لأصحابها بالفوز رغم الضغوطات النفسية التي أثرت كثيراً على أدائهم، وهذه كرة القدم ليس لها ثوابت رغم كل الاحتياطات والعوامل الأخرى.
كل ذلك لم يقلل من نجاح قطر في استضافة البطولة وحفل الافتتاح، وستكون الإثارة حاضرة في مبارياتها القادمة والمفاجآت واردة حتى صافرة النهاية وتتويج بطل النسخة الـ 22 ليضيف القطريون بصمة في مسيرة البطولة التي أقيمت لأول مرة في دولة عربية خليجية، رغم الحملات المغرضة التي تعرضت لها منذ أسند إليها تنظيمها.
نبارك لدولة قطر أميراً وحكومةً وشعباً وللجنة المنظمة تقديم ما يليق باسم قطر في احتضان الأحداث الرياضية، وستكون بطولتها الأنجح في مسيرتها.