نعيش حالة كأس العالم لكرة القدم، وهي حالة تجعل البهجة تسري في العروق، فقد علمتنا الرياضة أنها أجمل نشاط عرفته البشرية، ومنذ أسابيع أتابع كل شيء عن المونديال الذي سينطلق بعد أيام.
 وبالطبع يدرك المحب للعبة الشعبية الأولى أهمية بطولات كأس العالم، إذ يمكن أن نقسم تاريخ كرة القدم إلى مرحلتين، الأولى ما قبل كأس العالم، والثانية ما بعد انطلاق كأس العالم، فقد طورت تلك البطولة اللعبة في أقطار الكوكب، وكانت سبباً مباشراً في ظهور تكنولوجيا رياضية جديدة، أحدثها «تقنية التسلل نصف الآلي» التي جرى تجربتها على مدى ثلاث سنوات في عدة بطولات ومنها كأس العالم للأندية الأخيرة في أبوظبي. وما فعله المونديال في كرة القدم يساوي أثر تكنولوجيا برنامج الفضاء الأميركي على اختراع التليفون المحمول والكاميرات الديجيتال، والسبائك المعدنية القوية والخفيفة.
البهجة مصدرها الجمهور، ممثل شعوب العالم وهي تلتقي وتتعرف، وتنفعل وتتحدى وتمتزج ثقافاتها. فالحضور الجماهيري داخل الملعب وخارجه هو الحياة في كرة القدم، وهو الموسيقى التي تجعل لفيلم المباراة، نغماً وصوتاً، ولعل الدوري الإماراتي يعيش واحداً من أفضل مواسمه بسبب الحضور الجماهيري.. 
وبمناسبة الجمهور أعتقد أن أنصار منتخب ويلز الذي يعود للمونديال بعد غياب 64 عاماً، سيكونون من نجوم البطولة، حيث يتبعون أسلوباً جماعياً في التشجيع وصفه الكثيرون بالجمال، وذلك بارتداء قبعات بألوان علم البلد، وهذا التقليد يعزز الهوية الجماعية، حيث يمكن التعرف على جمهور ويلز في الشوارع والطرقات والميادين من خلال تلك القبعات، وهو تقليد يضيف إلى تقليد ارتداء قمصان بألوان المنتخبات.
البهجة سوف يعيشها جمهور المونديال في احتفالات يومية تقام بحديقة البدع، وتتضمن كل ما يتعلق بفنون وثقافات الشعوب وتقاليدهم وعاداتهم، والطريف أن حسن شاكوش، مطرب «بنت الجيران» كان اختياراً للفيفا للغناء يوم 12 ديسمبر في إحدى تلك الحفلات، لأنه يشدو بما يعبر عن فن الشارع المصري وليس مسارحه أو دار الأوبرا!
كل الأمنيات للمنتخبات العربية الأربعة المشاركة في البطولة، السعودية وقطر وتونس والمغرب، والأمل أن تتسلح بالثقة والشجاعة في مواجهة المنتخبات الكبرى، وأن يصدق كل لاعب عربي بأنه يستطيع خوض التحدي، والصعود مبدئياً إلى مرحلة الدور التالي.
 أما التوقعات باسم المنتخب الفائز فهو أمر من رابع المستحيلات، إلا أن ترشيحات الخبراء والنقاد تضع البرازيل والأرجنتين على رأس القائمة، بسبب التصنيف والنتائج، ولا أعرف لماذا يتجاهلون بلجيكا صاحبة المركز الثاني في التصنيف بعد البرازيل وقبل الأرجنتين الثالثة؟.. ربما لأنها بلجيكا.. نعم منتخب جيد، لكنه دون رصيد في بنك البطولة!
** يوم 20 نوفمبر، أنتم على موعد مع انطلاق كأس العالم.. أكبر حفل عرفته البشرية.