تهب الرياح من ثلاث جهات، عاصفة في هبوبها، تحمل الرمال وتراكمها في ناحية خاصة، تأخذ في العلو والصعود عاماً بعد عام، بل دهراً طويلاً حتى تصبح تلة أو جبلاً من الرمال يظهر واضحاً ومميزاً عن التلال الرملية الصغيرة التي تتسلسل مع ذلك الجبل الرملي، وتفصلها انخفاضات متنوعة الأشكال والأحجام، كان يطلق عليها أهلنا الأوائل «هور» وهو انخفاض قد يشبه الحوض الكبير. الرمال الناعمة تشكل أعمالاً فنية عجيبة، وقد تظهر في عمقها بعض الشجيرات الصحراوية. ثلاث جهات تأتي منها الرياح إذا أخذنا الساحل كنموذج، ودبي كمثال، وهي الشمال والشرق والجنوب. ولعل المنطقة التي تفصل قرية أم سقيم عن جبل علي كانت قديماً شاهداً على تكوّن التلال/ الجبال الرملية، ومن بين سلسلة تلك التلال الرملية اشتهرت، تلة كبيرة وعالية جداً، كانت محطة للناس، تصعدها، لتشاهد روعة التكوينات الطبيعية هناك. ويظهر جبل علي والساحل البحري بروعة المشاهد والمنظر الجميل للطبيعة، وفي فترات الصيف تكون الجلسات والسمر تجربة جميلة ورائعة، وهبوب رياح الجنوب باردة وعليلة. 
كان ذلك «جرن الثعلب»، اسم قديم لتلة وجبل رملي عالٍ ومختلف عن كل التلال هناك، ولكن مع مرور الزمن، وعندما كبرت المدينة وصعدت دبي وامتد العمران إلى هناك، أزيلت كل التلال والجبال الرملية، وأزيل جبل الرمل «جرن الثعلب». وكلمة «جرن» هي وصف لكل تل مرتفع، وقد عرفت هذه الصفة لبعض التلال العالية في دبي وأبوظبي وربما في إمارات أخرى أيضاً، وهي تنعت «قرن» تماماً مثل قرن الغزال أو الوعل والمها البرية، ومعروف في الإمارات مدى محبة الناس لهذه الحيوانات الجميلة، ووفرة وجودها قديماً. ولعل مسمى «جرن يافور» في أبوظبي هو امتداد أيضاً لصفة تلك المنطقة، وربما كانت نسبة إلى تلة عالية ولشخص يدعى «يافور»، بينما في حالة «جرن الثعلب»، فإن الأمر واضح لأهل هذه المنطقة وهو نسبة لحيوان الثعلب الذي يكثر في تلك المنطقة والقريبة من جبل علي، والمعروف أن الثعالب تتخذه مقراً ومسكناً، وكانت تشاهد الثعالب في هذا «الجرن»، حيث تأتي وتعيش على ما يتركه الناس من بقايا الطعام. ولوجود أنواع أخرى من الحيوانات الصغيرة والتي تكون غذاء طبيعياً لتلك الثعالب. إنها ذاكرة كانت، ثم مضت.  هكذا في الحياة قد يذهب الاسم ويصعد ويكبر بصورة أجمل ليضيف شيئاً جديداً علي المكان. «جرن الثعلب» اسم يختفي ويذهب مع الريح، لا ندم عليه فقد حل مكانه أجمل العمران وروعة المكان، وتطور وظهر بأجمل حلة وأكثر أهمية. الحياة دائرة وعجلة تدور بنا إلى الصعود.