مبادرة مهمة تضيء طريق الثقافة إلى قواسم مشتركة بين مختلف الجهات والشركات، والمؤسسات والتي هي جزء من نسيج المجتمع يؤثر فيه ويتأثر به وهكذا هي الحياة علاقة متكاملة بين أضلاع المثلث - الفرد، والمجتمع، النوع - ولا يمكن لأي مجتمع أن يرتقي بمنأى عن هذا الثلاثي والذي يشكل مفصل الحياة وفاصلتها، وفصلها في تكوين ثقافة جلية مفعمة بالحب لوطن يصبو إلى التكامل في كل شيء.
تكريم الشركات، والمؤسسات المنسجمة مع الحراك الثقافي، والمتداخلة مع حلم الإنسان الفرد مبادرة تستحق المباركة والتأييد، ويستحق المبادرون كل التشجيع والشد على الأيدي بما يقومون به من جهد يضيء دروب الثقافة ويعمل على توحيد كلمتها، وتسديد خطاها وتثبيت رؤاها، وتقوية عرى المحبة بين كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة، فالتكريم يعني الإيمان بالدور الذي تقوم به هذه المؤسسات، والثقة بتأثيرها، على تمتين العلاقة بين الإنسان وثقافته، كما يعتبر التكريم خطوة نحو الأمام في ترسيخ روابط الحلم الجماعي، وتأكيد مدى حاجة الإمارات اليوم إلى مثل هذه الحميمية التي تربط جميع مؤسساتها الخاصة والعامة، على حد سواء، فالإمارات أنجزت مشروعها الحضاري بفضل الوعي الحكومي، والإدراك التام بأهمية مثل هذه المشاعر الناعمة والتي هي الجدول الذي يروي جذور الثقافة ويملأ قنوات الحياة بالعذوبة، وسقيا الشفافية.
كنوز المدينة هي الثروة التي منها يغرف المجتمع، وهي الحلم الزاهي الذي ينير طريق الثقافة، ويثري وجدان المثقف، ويجعل من الوطن خلية نحل شُهدها ثقافة نابعة من ضمير الوطن، وإبداع مبعثه الإنسان المتكامل، ونهضة فكرية واقتصادية شاملة تحرك آلة الوطن نحو آفاق واسعة الحدقات.
كنوز المدينة هم الثروة وهم الثراء الذي يجعل من الوطن سفينة عملاقة طافية على نهر سحري أسطوري، تؤمه الطيور من جهات العالم الأربع، وهو البلوغ الحقيقي الذي ترتئيه القيادة وتنتظر نضوج الثمرات، ونبوغ الزهرة عند هامات الوعي.
كنوز المدينة هي رحلة الوعي الإماراتي في ضمير الوجود، هي الجمال في العقل الإماراتي وهي الجلال في وعيه وهي حسن الخصال في من يديرون دفة الثقافة ومن يحركون عجلتها، ومن يعملون على تنسيق ورقات الشجرة فيها، ومن يشذبون بساتينها، ويرتبون أحلامها.
كنوز المدينة لا بد وأنها سوف تخلق حراكاً ثقافياً غير مشهود، وسوف يشعر أرباب الاقتصاد أنهم معنيون بالأمر وعليهم ملء الوعاء الثقافي بما يستحقه من دفق، وما يحتاجه من ألق لكي تكتمل الدائرة الضوئية في فناء الوطن وتصبح المسافة ما بين المؤسسات جميعها كما هي المسافة بين الرمش والرمش.
يقول أدغار موران: يكمن كنز البشرية في تنوعها الإبداعي ومصدر إبداعها في وحدتها المولدة.
هكذا هي الحياة لا تأخذ مجراها الصحيح إلا بتوفر التضافر المطلوب بين جميع مكونات المجتمع.