تحتفي دبي بعد ذلك الغياب القسري بسبب الجائحة التي عمت العالم، وبدأ التشافي منها، بأفق جديد من الحضور الإعلامي العالمي والعربي، ويحتفي نادي دبي للصحافة اليوم بزحفه نحو العقد الثالث على تأسيسه من أجل خدمة الإعلام الوطني، والإعلام العربي في العموم، سنوات مضت مضيئة بالإنجازات، واللفتات الكريمة تجاه العاملين في هذا الحقل المليء بالألغام، وتجاه حرفية المهنة، وميثاق شرفها، استطاع خلال تلك السنوات أن يؤسس لجائزة تعد الأفضل والأكثر موضوعية وحيادية في الجوائز الصُحُفية والإعلامية، حيث نال شرف التتويج بها نخبة من الإعلاميين العرب الذين لا يتكررون، ونخبة من الصحفيين الشباب الواعدين، ونخبة من الصحفيين المغايرين، ومختلفي الطرح، وكذلك أشهر كتّاب الأعمدة الصحفية، ورسامي «الكاريكاتور»، والمصورين الذين في الميدان.
سنوات من الريادة والتفرد، كان يطرح فيها العديد من المنجزات المهمة، والمشاريع المستقبلية التي ابتكرها، مثل الملتقى الإعلامي السنوي، والذي يبلغ اليوم دورته العشرين، والكثير من المبادرات والملتقيات والورش المهنية، وخير ما توج به إسهاماته كان في اختيار دبي عاصمة للإعلام 2020، فالتحية والشكر واجبان لكل القائمين على هذا الصرح الإعلامي المختلف، من مؤسسين، ونشطاء، ومخططين، وداعمين، وعاملين فيه، ونخص الزميلة «منى المري» وفريقها الإعلامي الناجح، والمغرد بصمت، وبعمق نحو الوطن وإعلامه المميز، مستلهمين الرشد والتوجيه والقفز إلى الأمام ليس من أجل النجاح وحده، بل من أجل التفرد والتميز والإبداع المستمر من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رجل المبادرات، ورؤى المستقبل.
ومن بين ما تحقق، من خلال هذا النشاط الإعلامي، ملتقى رواد التواصل الاجتماعي العرب الذي تقيمه دبي منذ سنوات، والذي كان خطوة رائدة وغير مسبوقة في الالتفات إلى مستقبل الإعلام الرقمي القادم بسرعة كاسحة، وهو اعتراف بوسائط إعلامية جديدة فرضت نفسها بعيداً عن سقف الإعلام الورقي، وبعيداً عن الرقيب حارس البوابة الإعلامية، وبعيداً عن المهنية الأكاديمية، والتخرج من القلاع الإعلامية الحصينة.. هو اعتراف بالصحفي الذي يعمل من «منازلهم»، والذي يبث من وسط الحدث مستغلاً الوسائط الذكية دون تعقيدات إعلامية تقليدية.
في هذا الملتقى الذي تحتضنه دبي ليومين فرصة لوضع أسس أو ميثاق شرف «إعلامي إلكتروني» من أجل المصداقية، ومن أجل الاستمرارية، فلا تكفي وحدها التقنية في إبراز الصحفي والإعلامي الجديد، إذ لا بد من ضوابط أخلاقية تسند المهنة، وتجعلها مفيدة ونافعة باستمرار، ولا بد من فرز وغربلة لتلك الوجوه المطلة، من خلال هواتفها، على الناس عبر الفضاء العالمي الافتراضي، فمنهم الضيف الثقيل، ومنهم حاطب ظلماء، ومنهم لصوص المشهد الإعلامي المجاني، ومنهم ناقع السم، وقليل منهم من يحمل المصداقية، ويعني له الشرف الإعلامي، فليس كل إلكتروني متطوراً ونافعاً.