مثل زهرة النهر الطافية على سطح الماء، ورد الحقول الذي يحتل كل جزء من المدينة البديعة، تحيط بها الجبال الخضراء والبحيرات، فريدة التكوينات الجيولوجية، تعرجات الجبال والمسطحات المائية التي تشكل لوحة في غاية الإبداع، اخضرار ونباتات تغطي كل شيء، كل شبر من مساحة هذه المدينة، أشجار نخيل جوز الهند رايات عالية تصعد حتى الفضاء العالي البعيد، آسرة حد العشق هذه المدينة. إنها فوكت المدينة التايلندية الرائعة، مدينة تعكس قمة الاطمئنان، يحرسك البحر والجزر الخضراء الكثيرة، ويزيد البحر من روعة جمالها لتشعر أنك في هدوء وسعادة وفرح، لا توجد غير مدن الابتسامة وجمال الطبيعة، أنت محاط بالتلال الخضراء مع مياه صافية ورائعة. أينما مددت بصرك فإنك لا تلتقي غير وردة أو نخلة جوز الهند الشامخة في العلو أو أرض يكسوها العشب، مساحة الماء أشرعة جاهزة للإبحار، حيث ترف نفسك، مشاهد تجبرك على أن ترحل مع الأشرعة أينما أخذتها الريح، أو عبر الزوارق الخشبية الفريدة ذات البناء والشكل الفريد، والتي تضيف جمالاً للمدينة، والبحر والخيران المتعرجة العجيبة، هنا تشعر بأنك فراشة أو طائر ماء أو زهرة سابحة مع تدفق النهر.
هنا لن تشعر بالوقت ولا الزمن، وعندما يأتي الغروب يرمي على الساحل شالاً وبردة جماله الفريد، الغروب هنا له لمعان الذهب، والشاطئ فضة زاهية.. ويزيد عليه كل هذا أصوات الموسيقى التي تأتي من كل ناحية وزاوية وشارع، مدينة تضيء مثل فرحة الأعياد كل ليلة كأنها تغني لك وللعاشقين في ليالي الأفراح والأعراس. وإذا كانت أضواء الأعراس عنواناً للسعادة والفرح والحبور، فإن مدينة فوكت تعيش ليلة عرس كل يوم.. صاخبة ورائعة في المساءات، ومشرقة في صباحاتها بالماء والجبال الخضراء والأزهار التي تحيط بالمدينة، وترافق دربك أينما أخذتك قدماك وأينما اتجهت، بل ترافقك الزهور حتى مدخل بابك ونوافذك، فقط أشرع أبواب قلبك وروحك الوثابة واعشق الحياة والفرح. 
ليس هذا فقط، ففي المدينة أيضاً للباحثين عن الثقافة والفن زوايا أخرى وأماكن يسكنها الإبداع والفنون الجميلة.. في شارع العمارة الفنية القديمة وشوارع متفرعة منه تتداخل مع الأسواق والمحلات التجارية التي زحفت إلى هناك استغلالاً للمكان الجميل، هنا على امتداد الشوارع تظهر الشرفات البديعة للفنون القديمة في العمارة الشرقية، وجمال الصناعة وطريقة تعمير الواجهات للمنازل والمباني وأنواع الشبابيك والشرفات أو المشربيات، فن أخّاذ يجعلك تسير في الشارع وأنت رافع الرأس إلى الأعالي لمشاهدة هذا الفن البديع. شوارع مليئة بالناس يسيرون فرحين بهذا الجمال الذي يحتل المنطقة الفنية، كم أبدع هؤلاء الفنانون في تقديم فنونهم بإعادة تاريخ العمارة الشرقية القديمة، ولكن بألوان زاهية وغاية في الجمال... مدينة «فوكت» رائعة الجمال لعشاق الطبيعة، وكذلك الذين يعشقون المطر وانهماره المستمر كل يوم، وأيضاً لمن يبحثون عن الفرح والسعادة والهدوء.