تطل على الخريطة وتتأمل في التضاريس، فتبتهج روحك، حيث الإمارات سفينة في اتجاه الحلم البهيج، وعُمان الموجة التي تحرك كوامن القلب، وفي الحياة يبدو البحر جدولاً عملاقاً، وتبدو الموجة مشطه الذي يسدل الجدائل، وينشر عبيرها في الحواس الخمس.
الزيارة الميمونة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة للسلطنة، إنما هي رحلة أجنحة المحبة إلى بلد لها في قلوب الإماراتيين ما هو يعادل أهداب الشمس، وما يساوي وهج القمر، وما يوازي نعيم النجوم في السماء الصافية.
فمنذ فجر التاريخ الإمارات وعُمان درتان عند ضفاف الخليج العربي، تضيئان أفئدة الشواطئ بأحلام أبنائهما الأفذاذ وهم يعبرون العباب، ويشقون اللجج بسواعد سمر بحثاً عن لقمة الحياة، هؤلاء هم الذين اليوم يتبوؤون مناطق واسعة في حلم الغد من أجل خليج وافر الظلال، سخي في الاندماج على رقعة إنسانية تمتد من وريد الأرض حتى شريانها، وهي التطلعات التي بنت صرحي البلدين حتى أصبحا اليوم نموذجاً للأوطان التي تفتح الأجنحة من أجل التحليق عالياً، ومن أجل أن يصبح الكون أكثر دفئاً، ومن أجل إنسان لا تعرقله كأداء، ولا تعيق مساره شائبة.
الإمارات وعُمان بلدان بمشاعر أزهى من الوردة، وأبهى من عيون الطير، الإمارات وعُمان بلدان لهما في التاريخ حبر الانتماء إلى الأفق البعيد، وسبر الاحتواء لوعي مد المدى بمداد امتد يراعه في الجهات الأربع، الإمارات وعُمان في الخليج العربي صمام الأمان، ونبرة النشيد في المكان والزمان، ونغمة الشدو الخليجي على ضفاف الوجد العروبي منذ الأزل وحتى الأبد، لأن في البلدين إدراكاً بأن ما يقلق البشرية ليس كوارث الطبيعة، وإنما هي زلات الأقدام لدى الشر عندما ينمو في حواضن الجهل.
الإمارات وعُمان سيرة ذاتية مخضوضبة بزاهي الحلم وثراء اليقين على مدى التاريخ، وهي السمة البالغة النضوج في حياة شعبين عرفا كيف يكون لطيب اللبان العُماني من عبق في الروح وفي عمق العلاقات التي تجمع أهل البلدين، والتي هي المساحة الشاسعة في تاريخ يمتد عبر قرون، الإمارات وعمان هما أبجدية العلاقة بين الضلع والضلع ليكون الجسد بعافية ونماء وتطور ورخاء وقوة شكيمة.
الإمارات وعُمان في طريقهما إلى المستقبل يحملان معهما محفظة التاريخ وفيها الآمال والأمنيات والطموحات، وثقافة شعبين بنيت على المثابرة والجد والاجتهاد والبذل والعطاء من دون تردد.
الإمارات وعُمان في زمن يبدو أنه لا يحتمل أقل من بناء اللحمة وتشييد صرح الإخاء، وكتابة التاريخ بحروف من وعي بأهمية التاريخ عندما يكتب بأنامل أبنائه، عشاق التسامح، ورعاة التضامن، وأهل الشيمة والنخوة والأخوة. 
الإمارات وعُمان وفي هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الأمم، يجدان نفسيهما في طريق يفرض على الأشقاء تمهيد الحياة ببلسم الحب، وترياق المناعة من أي مكروه، وإكسير ينمو بين الضلوع ما نما وترعرع من مشاعر على مدى السنين والعقود، والقرون.
الإمارات وعُمان حب لا ينضب نبعه.