منتخب الإمارات في مرحلة انتقالية، ويجب تفهم طبيعة تلك المرحلة بما فيها من تغييرات أجراها ويجريها أروابارينا، المدير الفني، قبل خوض أول مباراة رسمية في دورة كأس الخليج في العراق خلال شهر يناير المقبل، فماهو المطلوب من «الأبيض» ومن جهازه الفني في بداية العام الجديد؟
الليلة يخوض الفريق مباراته التجريبية الثانية أمام فنزويلا، ودعكم من حسابات تصنيف الفيفا «الأبيض 69 وفنزويلا 56 في أغسطس الماضي»، فالتصنيف ليس مقياساً دقيقاً للمستوى، ودعكم من نتيجة التجربة الودية أمام باراجواي، والتي خسرها الأبيض بهدف للاشيء، فالمهم هو تغيير تكتيك الفريق، وتجديد شبابه، وتطويع مهارات لاعبيه لتطوير الأداء الجماعي، بصورة تواكب المستويات الخليجية، والآسيوية، لتبدأ بعدها مرحلة تطوير المستوى دولياً، وبطبيعة الحال يجب أن يكون ذلك في إطار مشروع مخطط وطويل الأمد، يصل بالفريق إلى أفضل مستوياته خليجياً وآسيوياً.
المطلوب من أروابارينا هو الوصول إلى تشكيل أساسي يخوض به مباريات كأس الخليج، مع توفير قاعدة بدلاء للاستعانة بهم وفقاً للظروف، ومنها قوة المنافس، والهدف من المباراة، لكن الأهم هو ممارسة الأبيض للكرة الجديدة «الكرة الحديثة تعبير قديم».
فكيف يدافع الفريق؟ وكيف ومتى يضغط على المنافس في ملعبه؟ وكيف يمارس الضغط في ملعبه حين يفقد الكرة؟ وكيف يستردها بسرعة بالاستخلاص، والالتحامات؟ وماذا يفعل بالكرة عندما يمتلكها؟ هل يكون أسلوبه هو الهجمات المرتدة السريعة، أم هل يكون هجومه بكتلة الفريق بالكامل وبحركته في حدود 25 متراً أو 30 متراً؟
الأساليب مختلفة، فلا يوجد شكل واحد للعب دفاعاً وهجوماً، إنما توجد أساسيات، ودون امتلاكها، فإن الفريق سيعاني كما عانى على مدار السنوات الأخيرة التي شهدت تناوب أربعة مدربين على قيادته، وخلالها حقق انتصارات، لم تكتمل نتائجها، سواء في كأس آسيا أو كأس الخليج أو تصفيات كأس العالم.
الفارق بين أول مباراة للأبيض يوم 17 مارس 1972 أمام منتخب قطر على ملعب الأمير فيصل بن فهد، والتي انتهت بفوز الفريق 1-0، وبين أول مباراة رسمية في كأس الخليج القادمة سيكون بمسافة نصف قرن من الزمان، جرت فيها كرة القدم بسرعة، ودارت، وتطورت في مساحة المساحات، وسرعة الإيقاع، وأساليب وخطط وطرق اللعب، وخلال 50 عاماً بدت اللعبة وكأنها كانت قطاراً يجري بقوة دفع البخار، وأصبحت قطاراً كهربائياً سريعاً، لا يعرف الهدوء أو التهدئة..
** الفارق بين أول مباراة رسمية للأبيض في مارس 1972 أنه لعبها بلا ضغوط، بينما سيواجه مباراته الرسمية الأولى في يناير المقبل، منتخباً خليجياً وخصماً يبدو كأنه شبح، يسمى الضغوط.. هذا فارق مهم للغاية.