- الله لا يخاوينا ولا يراوينا المحَمّض وجهه، خاصة في الصبح الباكر، تراه بيلقي عليك سحابة رمادية من الكآبة، وبيسحب منك كل طاقتك الإيجابية، وبيخليك تحدث نفسك طوال ذاك النهار: أنا اتصبّحت بوجه من هذا اليوم؟ هو في غيره، أبو وجه محمّض!
- الله لا يراودنا ولا يراوينا الذي يزعل على أدْناة الدون، هذا ما تعرف ما يفرحه، ومتى؟ ولا تدرك ما يغضبه، ومتى؟ يشعرك وكأنه أحد أحفادك المدللين، عليك أن تتحمل بزاه في خريف عمرك، وهو مثل ذاك الذي يطربه البلل، ويريد أن ينام في الوسط، أما طماشه اللي يزعل على أدْناة الدون في هذا العصر الرقمي!
- الله يبعد عنا الباغض والحاسد في أي وقت وحين ومكان، هذا لا يفرح بما عندك، ولا يفرحه عدمك، يعني هذا لا أن أركبته على كتفك رضى، ولا أن جعلته في الحضن بقى، صفته البغض والحسد، تجد رئته سوداء، وصُفرة في الوجه لا تزول، مثل هذا لا تحاول أن تصف له وردة طربة بالندى أو أن هنــاك ظلاً لشجر بارد مثل «العفى والدفى»، هذا يحب أن يقرم من كل شيء، ويغرم من كل أحد، هذا لا يحب نفسه، فكيف أن يحب الآخرين والأشياء؟
- الله لا تجد في طريقنا إلى الخير، ضيق صدر أو صغير عين، ضيق الصدر ستضيق به سعادتك، ويشعر أن ضلوعه تطبق على ذلك القلب الذي لا يضخ ليحيا، بل يحيى ليفح، وصغير العين لن يرى إلا الغبار الذي يحجب الخير، ولن يرى الخير الذي يجلي الغبار!
- الله ما أجمل الإنسان البسيط، العفيف، القنوع، المحب، الودود، ذاك إن تعب صبر، وإن استغنى حمد وشكر، ذاك طريقه تميط أذاها ملائكته، وذاك إن احترق عشب حديقته في ظهيرته، نبتت ورود ورياحين وحبق وياسمين، لتقول له وللعصافير المؤنسة: فعل الخير والجمال تسقيه السماء بماء منهمر، وسيل مسال.
- الله لا تبتلي أحدنا ببخيل متصنع، وشحيح متمنع، سيقول لك معاتباً: كُلّ، ولا تغزر، وقلبه يتعصر، مد يدك، ويده مغلولة لصدره، تخاف عليه إن عزمك وأجبر بخاطرك على خاطره الذي لن ينام الليل، وتخشى عليه من وجوم النفس إن جعل نفسه على أريحيتها من عتاب ولوم يدوم، وتخشى من بخله وشحه عليه، لأنه لا يتحمله، ويحمله الآخرين، وأولهم الأقربين!
- الله.. يا رب اجعل أوقاتنا مضاءة بالفرح بعيداً عن كل سارق للفرح، واجعل من أيامنا سعيدة بالناس الذين يعشقون البشارة والأمل والحلم، وصنع الضحكة على المُحيا، ولا تسدها بوجوه غبرة، ترهقها غترة، لأنهم يجعلون من الحياة غبراء عفرة!