هكذا ترى القيادة في بلادنا، أن التحديات مهما صعبت، فهي الضوء الذي يقودنا لكسر حاجز الخوف والتردد، والكسل.
هذه هي القيم النبيلة التي يزرعها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في نفوس أبنائه في مختلف مواقع العمل ويحثهم دوماً على اقتحام سبل الحياة وترويضها، وتحريض الإرادة بحيث تصبح الجواد الماهر في كسر الحواجز والوصول قبل دقات الساعة التقليدية.
هذه هي المثل التي يتم تجذيرها في وجدان الإنسان وهذه هي القيم التي تتم صناعتها برونق الكواكب السيارة، وحلم الطير.
هذه هي حكمة من تحكم بصياغة الجملة في القصيدة، كما أجاد الإمساك بزمام الجياد الأصيلة، نحن اليوم في امتحان في قاعة واسعة هي قاعة الوجود وعلينا أن نطوي سجادة الانتظار. لأن ساعة الزمن تأبى أن تلتفت إلى الوراء، ومن يتخلف عن عربتها يبقى في حفرة التخلف، جاثماً كأنه الأسد الجريح.
عندما تصبح النجوم أقلاماً، والأرض دفتر ذاكرة، يصبح التاريخ ملحمة عطاء مدهشة، وتصير الجغرافيا أبجدية البراعة، والإنسان يصبح هو ذلك المكون الأساسي لبناء مجتمع المهارات الفائقة.
نحن اليوم نمر بحقبة ربما لم تمر بها المجتمعات من بعد الحضارات الكبرى؛ لذلك نستطيع أن نقول إن الإمارات تستعيد للذاكرة البشرية سطوة الأحلام العظيمة، وتستدعي ما فات البشرية من زخم في النهوض منذ أفول حضارة ما بين النهرين وغيرها من حضارات العالم الكبرى، كاليونانية، والرومانية، ولو عاش المؤرخ العظيم جيبون لما بكى على انهيار حضارة الرومان، ولصفق لرديف نهض من هذه الصحراء، ليعيد الأمل للعالم بأن الحياة ولادة ولن يختفي الأمل من العالم طالما وجد هناك رجال يملكون زمام تحريك المياه الآسنة، وتقليب الجمرات تحت قدور الإرادة، وبكل عزيمة هم يلجون محيطات الوجود، ويمهرون الصفحات ببصمات تنحت أسماءهم بكل جدارة ووعي بالمسؤولية بأهمية أن نكون في المشهد الإنساني القلم الذي لا يجف حبره والنهر الذي لا ينضب ماؤه، والحقل الذي لا تذبل أشجاره.
نحن اليوم اليوم نشهد أهداب الشمس تمشط رمل الصحراء، وتلهمها بذهب الضمير الفاعل، المرفوع وعلامة رفعه عزيمة لا تقهر، وإرادة لا تكسر، وطموحات لا تفتر، وتطلعات تقارع ضوء القمر، ومعانٍ فيضها من نبوع لا تقتر.
هذا هو مضمون ما تكنه الإمارات للوجود، وهذا هو فحوى سجالها مع الحياة، وهذا هو مجالها، ومنوالها وموالها، وأغنيتها التي أسمعت من به صمم، حتى بات الطير ينشد باسمها، ويلهج بمعانيها.