تبدو الإمارات في قرص الشمس الأهداب التي ترسل النور، وفي وجه القمر المصباح المنير. هكذا يراها العالم وهكذا هي حيث يبذل أبناؤها الأبرار الجهد لنحت راية التفاؤل في عيون المحتاجين، ورسم الصورة المثالية في هذه الحياة، وهذه هي السمات التي كرسها «زايد الخير» طيب الله ثراه في نفوس الأبناء وعلى أثره تحذو القيادة الرشيدة حذو المخلصين والنجباء ومن في ضميرهم تنمو أعشاب الخير وتخضر الأرض بأشجار العطاء، وتزهر بورود الحب، وتترعرع غزلان الجمال بأشواق العشاق، والذين تنبت على أيديهم زهرات اللوتس، وتفشي السنابل سر السخاء، وتشع البساتين بعطر الوفاء. 
هذه هي دولة الإمارات، وهذه هي سجايا الذين حملوا اسم زايد المحبة وأصبحوا واليوم سفراء المجد، وصون العهد، وتشكيل اللوحة الكونية بأجمل الألوان، وأبهى الصفات. هذه هي دولة الإمارات في الوجود فواحة نداحة عابقة بفل العطايا، رائقة في مد يد العون لكل ذي حاجة، وكل مسغب، متعب، وفي قلبه عوز. 
هذه دولة الإمارات تسكن ضمير العالم كما هي النجمة في السماء، كما هي الغيمة في أحشاء البروق، كما هي الحلم تحت جفني البراءة. 
كما هي الموجة في ضمير المحيط، كما هي الكلمة الطيبة في ثنايا البلاغة، كما هي الأغنية بين أوتار القيثارة، كما هو الانشيد في توق العصافير، كما هو الحب مختزلاً عمر الأنانية، هذه هي الإمارات في السعي إلى الأفق وميض يطوق الأعناق بقلائد من فرح، ويذهب بالحياة إلى حيث تكمن حقيقة الدهشة في نفوس من رفعتهم الأيادي ليكونوا في نهر الحياة قطرات من عذوبة، ووريقات ترشف نفات الأمل من رحيق بلد آمنت بأن الحياة شجرة، الخيرون هم الذين يضعون الثمرات على أغصانها، والعشاق هم الذين يكتبون قصائدها المنثورة على صفحات الزمن. هذه هي الإمارات، هي النهل وهي العدل، وهي البذل، وهي الشدو في ميادين الأمل. هذه هي الإمارات هي القصيدة العصماء التي علقت على أعطاف، ونياط، وهي التي أصبحت في العالم اليوم الذاكرة المخضبة بحناء، التفاؤل، وعرس الحالمين بصباحات شمسها من خيوط الحرير، ونجومها فصوص الذهب على نحور توقظ النائم من سبات، وتدهش العابر في سبيل البحث عن لمضة تحرك في الثنايا رفة الرمش، ورجفة الانبهار. 
هذه الإمارات تمضي حقبا جذلانة، فرحانة بأبنائها وهم يمدون أشرعة السفر، من أجل در وجوهر، ومن أجل حقول تزدهر بالتفاني والإيثار، ومن أجل لحمة البشرية وتضامن الأخوة في الإنسانية. 
هذه الإمارات تمضي في الدنى وهجا، تضيء، قلوب الغافين على موجة الهلع، فتمنحهم الاستفاقة، والتحرر من صهد الفاقة. هذه الإمارات تهنئها الجهات على رونقها، وعبقها وصدقها، وتوقها إلى تلوين وجوه الناس جميعا بابتسامة، تشرق كأنها الصبح في سماء صافية.