خلال الصيف تشهد شواطئ الدولة إقبالاً من أفراد المجتمع، خصوصاً هواة السباحة والأنشطة الشاطئية، ومنهم عشاق رياضة الدراجات المائية التي لها روادها ومراكز تأجيرها وتوفيرها لهواة هذا النوع من النشاط الذي تحول على يد بعضهم إلى إزعاج بمعنى الكلمة للآخرين من رواد البحر وبالذات العائلات أو حتى الأسر الساكنة في الجوار - كما هو الحال في منطقة ربدان بأبوظبي.
ورغم تواجد دوريات شرطة أبوظبي البحرية في تلك المنطقة، إلا أن بعضهم يصر على استمرار ممارسة إزعاجه بصورة تهدد سلامة الآخرين ممن يتواجدون في المياه ويقتربون منهم باستعراضاتهم الخطرة والجنونية، والتي ترتد عليهم فتلحق بهم إصابات خطرة عندما يفقدون السيطرة على دراجاتهم.
وتحرص الجهات المختصة على تنفيذ حملات توعوية ووضع الإجراءات التنظيمية، إلا أن وجود ثغرات وتداخل الاختصاصات يحول من دون الاستفادة القصوى من تلك الإجراءات التنظيمية المتبعثرة بين الشرطة ومركز النقل و«أبوظبي البحرية» التابعة لموانئ أبوظبي التي أصبحت الجهة المسؤولة عن تنظيم المنظومة البحرية في الإمارة وتتولى خدمات ترخيص الدراجات المائية «جت سكي»، وهو الدور الذي كانت تقوم به شرطة أبوظبي من قبل.
وجود الكثير من ممارسي رياضة الدراجات المائية غير الملتزمين بالأنظمة واللوائح المحددة لاستخدام هذه الأنواع من الدراجات يضاعف من المخاطر التي يتسببون فيها بالإضافة للإزعاج، مما يتطلب التدخل الحازم لردع التصرفات الطائشة لأمثالهم ممن يفتقر العديد منهم للمهارات المطلوبة لقيادتها، فالكثير منهم دون السن التي حددها القانون لقيادتها ويصرون على حركات استعراضية تهدد سلامتهم والآخرين، من دون أن يراعوا مسافة الأمان المطلوبة والكافية أو ارتداء سترة النجاة أثناء الاستخدام، ويحلو لهم الاقتراب من أماكن السباحة ليشكلوا خطراً كبيراً على مرتادي البحر.
هناك قواعد آمنة تحرص الشرطة والجهات المختصة على تذكيرهم بها ومع هذا يصرون على تجاهلها، لذلك نتمنى من الشرطة أو الدوريات المعنية بمراقبة مدى الالتزام باللوائح وإجراءات السلامة أن تكثف من حملاتها وإطلاع الجمهور على الخطوات والتدابير المتخذة بحق المتهورين والمخالفين ممن يتفنون في إزعاج مرتادي الشواطئ وتهديد سلامة عشاق السباحة بالاقتراب منهم، ويعكرون صفو وجمال الشواطئ والبحر بممارساتهم غير المسؤولة.
ويبدو أن الفنادق الكبيرة قد انتبهت لرغبات عشاق السباحة بالهدوء بعيداً عن إزعاج أصحاب «الجيت سكي» فبالغت في أسعار الدخول لشواطئها ومسابحها، وكان الله في عون مرتادي الشواطئ العامة المحدودة جداً.