- أكره منطقة يمكن تلعي كبدي، وتنغص يومي، رؤية المناطق الصناعية، ولو كانت بالصدفة حين دخولي لأي مدينة فرحاً باكتشافها، دائماً ما تذكرني المناطق الصناعية العشوائية بالعدوانية، والشر الذي يسكن الأشياء، والتي تشبه كرش الذئب الشبع.
-لا أدري لِمَ تبدو على وجوهنا الفرحة يوم ما نلقى في البنطلون وإلا القميص أو الجاكيت معاقم إضافية؟ ونقوم نقصها ونضعها في مكان ما، من حرصنا عليها، وعلشان إذا انقصت واحدة نركب بديلتها، لكن لا سمعت ولا شفت واحداً أقدم على هذه الشغلة، وأصلاً يوم نحتاج المعقمة ما نعرف وين حطينها بالضبط؟
-بصراحة خلال شهري الإجازة الصيفية افتكيت من ثلاث شغلات أراها مزعجة في يومي، وأعملها كواجب منزلي رتيب للغاية، أولها الكمام والفحص الدوري لكورونا، والثاني سواقة السيارة من الصبح، والثالثة المخالفات المرورية وتوابعها و«المسجات» التي تذكرك دائماً بالتقيد بقواعد السلامة المرورية.
-الحرمة منهن، تنقش الشعرة على سفرة رجلها، ولو كانت هابّة عليه من بعيد، ولا يخصه بصاحبتها، وإن لم تجد شعرة مدة طويلة، اتهمتك قائلة: شكلك متعرف على وحدة متحجبة، لكن الحرمة أحياناً ما تقدر تصدّق زوجها، وتكذب عينها، وبسبب تلك الشعرة الصغيرة التي لا ترى بالعين المجردة، إلا إن كانت الحرمة من بذر «وجري» الأحرار، تقوم الدنيا ولا تقعد في ذلك البيت، المشكلة أن الحرمة التي لا تفوتها شعرة طائرة، ولا تخفي عليها خافية، تصطدم بسيارتها عمود المواقف، وتقول: والله ما شفته، وإلا تخطف على سيارتك وتضربها من الجنب، أو ترجع إلى الخلف «ريوس» وهي متوترة، وسط رنين نقالاتها، وتدعم تلك السيارة ذات الدفع الرباعي، وتنزل متلومة، وهي تقول: ويه أخوي سامحني، والله ما شفت سيارتك، عيل وراءك تشوفين الشعرة الرفيعة في غترة رجلك، ولا تشوفين «سياير» خلق الله!
- في رجّال يمكن يروح الحج كل سنة مرة، ويحجج عجائز من حارته، ويعتمر أكثر من مرة في السنة، لكن لو تقول له ادفع زكاة أموالك وهي بالملايين، فربما رجع يحارب مع مسيلمة الكذّاب ضد جيوش المسلمين في حروب الردة، ما شيء مثل المال جبان، وما شيء مثل الدعاء الجاف الذي لا تتبعه صدقة!
-أن تحقق أمنية صغيرة لطفل صغير، كثير الأحلام وكثير التمني في عيد ميلاده، ولو كان يحلم دائماً أن يقود مركباً في عرض البحر، وتتحقق تلك الأمنية، وذلك الحلم الذي يمكن أن يتبعه ويكبر مع عمره، شيء يجعل القلب يتراقص طرباً، والعين تغتسل بدمعها فرحاً.