لدى استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وفداً من شباب هذا الوطن الغالي مؤخراً، بمناسبة اليوم الدولي للشباب، حرص القائد وربان السفينة الملهم على دعوتهم إلى «التمسك بالقيم والعادات والثوابت الأصيلة التي يقوم عليها مجتمع دولة الإمارات». مذكراً إياهم بأن «بلادنا تمر بمرحلة جديدة من التاريخ خاصة فيما يتعلق بالتحديات التي يواجهها العالم»، ومشدداً على ثلاثة أمور هي أساسية في رؤية سموه، قائلاً: «أولها التربية وأكرر التربية، وثانياً التعليم، وثالثاً العمل على إعداد قادة نافعين، بحيث إذا وجهته إلى اتجاه معين تعلم أنه سيكون منتجاً».
الركيزة الأولى من تلك الثلاثية تحتل أهمية خاصة في فكر ورؤية القائد الملهم والتي عمل عليها مبكراً بتوجيهاته السامية بإدخال مادة التربية الأخلاقية، ولِما تمثله من دعامة صلبة في تعزيز بناء شخصية قادة ورجال المستقبل المتمسكين بالقيم والعادات والثوابت الأصيلة لمجتمع الإمارات وتشحذ طاقاتهم لإعلاء شأن الوطن.
 تتعاظم أهمية الأمر مع تزايد التحديات التي تواجه مجتمعنا، خاصة مع انفتاحه الواسع على ثقافات العالم وما تتميز به التجربة الإماراتية في بناء الإنسان الإماراتي الحريص والمتمسك بهويته وثوابته الوطنية في مجتمع يقوم على التسامح وحسن التعايش وهو يحتضن أكثر من مئتي جنسية من مختلف دول العالم، وجعل منها أنموذجاً ناجحاً لحسن توظيف تلك التحديات والتعامل معها وصنع تجربة فذة يشار إليها اليوم بالبنان.
 امتداداً لهذه «الثلاثية الملهمة» جاءت توجيهات سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية إلى جميع المؤسسات التعليمية في الدولة، بما فيها الحكومية والخاصة بكافة المراحل من التعليم المبكر إلى العالي «بتكثيف الجهود لتعزيز الهوية الوطنية والثقافة الإماراتية والقيم الإيجابية واللغة العربية لدى الطلبة، وضمان تكاملها مع المناهج والبرامج التعليمية وطرق التدريس والأنشطة والفعاليات والمبادرات التي تقوم بها المؤسسات»، وقد أكد سموه بأن «الهوية الوطنية والثقافة الإماراتية واللغة العربية والحفاظ عليها وترويجها من أهم أولويات القيادة في دولة الإمارات». و«إن التاريخ الوطني للدولة مليء بالإنجازات والتجارب وقصص النجاح التي يمكن أن تثري الطلبة ليكونوا قادة للمستقبل وعناصر فعالة في المجتمع الإماراتي».
 رسائل واضحة وملهمة تتطلب من الجميع كل في ميدانه التعاون لإنجاحها وترسيخها وفي المقدمة الأسرة والمدرسة، لتتعزز صروح «البيت المتوحد» بعقول وسواعد تترنم «إماراتي وأفتخر».