من أسوأ وأشد مراتب ومستويات الحقد درجة الغل الذي ينز من الصدور ويقطر من القلوب السوداء لأصحابها، هو حقد الفاشلين والموتورين ممن تكويهم نجاحات الآخرين، وكما الأفراد كذلك المجتمعات والدول الفاشلة التي سقطت في مستنقعات التخلف والاحتراب الداخلي والصراعات بين الفرقاء المتناحرين، عشاق المغامرات ومحترفي الشعارات الجوفاء، فلم يجلبوا لمجتمعاتهم سوى مرارات الخيبة والفشل والسقوط المدوي، بعد أن أخفقوا في تحقيق الحد الأدنى من متطلبات العيش الكريم لشعوبهم، ليس ذلك فحسب، بل أسهموا في تبخر دول وكيانات كانت تضمهم، أصبحت اليوم أثراً بعد عين، ولم يكتفوا بذلك، بل يوزعون الاتهامات لتبرير فشلهم على الناجحين والمتفوقين الذين تجاوزوهم بسنوات ضوئية.
 مقدمة ضرورية لما وجدت من بعض المنصات والمواقع التي ينعق منها أولئك الفاشلون وهم يرمون بسهام أحقادهم الإمارات التي مدت ولا زالت تمد يد العون والمساعدة لمجتمعاتهم انطلاقاً من مبادئها وواجباتها والتزاماتها الإنسانية تجاه الأشقاء والأصدقاء من دون تمييز، تلك هي الإمارات التي قامت على نهج راسخ ثابت جعل منها اليوم منارة شامخة للمحبة والعطاء وواحة غناء من التقدم والرخاء، ولن تحيد عنه أبداً مهما اشتدت سهام أولئك الحاقدين، تعمل دائماً من أجل الخير ولخير الجميع، يشهد لها القاصي والداني بما قدمت وتقدم وليست بحاجة لشهادة من أحد.
يعلو نحيب أولئك المأزومين ممن ارتهنوا لمرشد الضلالة والتضليل، أينما حلوا ووجههم إليه، فلا تسمع سوى فحيح الأفاعي، وصدى العثرات والمؤامرات التي يحيكون، يتاجرون بمعاناة شعوبهم ومجتمعاتهم التي سأمت حروبهم العبثية وانقساماتهم ونعراتهم الطائفية والمناطقية. ولعل أقبح فعائلهم التستر خلف دين الحق، دين العدالة والمحبة والتسامح وحسن الاختلاف والتعايش، ولكن هيهات أن يدرك قيمه السامية الذين يعتاشون ويقتاتون من نشر الفتن والخراب والدمار والجيف. 
أكثر من سبعين عاماً وهم في غيهم يعمهون، فشل لا يولد غير فشل، وعبث يجر عبثاً ومغامرة لا تجلب غير المزيد من الانكسار والتدحرج نحو هاوية بلا قرار، ليدخلوا شعوبهم في أتون نفق مظلم مسدود الأفق، لأنهم بلا أفق، فكيف يعطي أملاً ويقدم خلاصاً فاقد الشيء، وعديم المروءة والجاحد شيئاً لمجتمعه وقومه؟
 نهوض المجتمعات يقوم بالإرادة الصادقة والعزيمة الصلبة والرؤية الواضحة نحو المستقبل، أما فاقدو البصيرة ومعتلو الرؤى فتختلط عندهم الأمور والأولويات فلا يقبضون غير رياح الفشل والتيه والأحقاد والسقوط المدوي، تطاردهم لعنات التاريخ.