نتناول مجدداً مبادرة «لكم التعليق»، مع كل التقدير والاعتزاز بنجاح المبادرة التي أطلقتها القيادة العامة لشرطة أبوظبي لتوعية سائقي المركبات ونجحت من خلالها في استقطاب 35 مليون متابع خلال النصف الأول من العام الجاري 2022. نجاح وانتشار يعود السبب الأول له أنها - أي المبادرة - تنشر فيديوهات لحوادث مرورية حقيقية وقعت على طرق الإمارة.
 وكما أكدت إدارة الإعلام الأمني بشرطة أبوظبي «أسهمت مبادرة «لكم التعليق»، بشكل كبير في إحداث نقلة نوعية، في أساليب التوعية المرورية، وإعادة اكتشاف نمط مغاير لعملية الاتصال بالجمهور، وإحداث التأثير المطلوب للرسائل الإعلامية، وجذب اهتمام المتابعين، على مواقع التواصل الاجتماعي، ورفع مستويات المشاهدة، لمثل تلك السلوكيات، التي نشاهدها يومياً، على الطرق من بعض السائقين»، خاصة و«أن مؤشرات المشاهدة العالية للفيديوهات، وتفاعل المتابعين معها، أكدا تأثير اللقطات الحقيقية للحوادث، في تحفيز رغبة المتابعين، في المشاركة بالتعليقات، والآراء، التي يصل الكثير منها إلى حد استنكار المتابعين السلوكيات غير المسؤولة والخطرة لبعض السائقين، الأمر الذي يجعل الجمهور جزءاً إيجابياً ومؤثراً في عملية التواصل، ويعزز من تأثير وفاعلية الرسالة الإعلامية والتوعوية لشرطة أبوظبي». 
وكانت شرطة أبوظبي قد أطلقت المبادرة عام 2018 عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، بالتعاون مع «مركز المتابعة والتحكم»، ويتم خلالها اختيار مقاطع فيديو تُجسد «الأنماط الخطرة، لطريقة قيادة بعض السائقين لمركباتهم، وتعاملهم مع مستخدمي الطريق».
 على طرقنا الخارجية وحتى في المدينة وبالذات عند الإشارات المرورية الضوئية، تجد بعضهم وبسبب انشغاله بالهاتف ينطلق بسرعة جنونية لتجاوزها قبل أن تتحول إلى حمراء من دون تقدير لما قد يتسبب فيه، وحتى في المناطق الداخلية تجد أمثال هؤلاء يفقدون التركيز والقدرة علي التميز في تحديد السرعة المناسبة للقيادة بين طريق خارجي وآخر داخلي وسط الأحياء السكنية. قبل أيام وبينما كنت في منطقة العامرة بالعين غير بعيد عن مسجد الدرمكي، مرت بجواري سيارة دفع رباعي كالسهم من دون أدنى تقدير من سائقها لوجود مسنين كانوا يستعدون لقطع الطريق لأداء الصلاة. أمثال هؤلاء المتهورين بحاجة ليس فقط للعقوبات الرادعة، وإنما لتكثيف جرعات التوعية المرورية من خلال دورات متخصصة قبل تسليمهم رخص القيادة مرة أخرى، إلى جانب الغرامات المالية.
نجاح مبادرة «لكم التعليق» نتاج قوة تأثير اللقطة التي تؤكد الثمن الباهظ للانشغال بغير الطريق، وتضع حياة صاحبها والآخرين على المحك، وسلامتكم.