قبل فترة تداولت مواقع التواصل الاجتماعي لقطات انتشرت بسرعة البرق ومثل «انتشار النار في الهشيم» كما يقال- حملت تحذيراً وفي الوقت ذاته طرافة وسخرية من عشاق المظاهر و«النفخة الكاذبة» والاستعراض التي قد تقود لمخاطر تصل لحد إزهاق الأرواح، وبالذات عند السفر للخارج وخاصة في بلدان تفتقر للأمن والأمان. 
حمل ذلك المقطع المصور من إحدى المدن الإيطالية الشهيرة لقطات لسائح سويسري جلس مع صديق له في أحد المقاهي الواقعة على شارع عام يعج بالمارة والزوار، وقبل أن يلتقط أنفاسه فاجأه لص ونزع ساعة من يده تحت تهديد سلاحه الأبيض وعلى رؤوس الأشهاد وفر من المكان. وقبل أن يفيق من هول الصدمة جاءه لص آخر ليعيد له ساعته بعد أن اكتشف اللصان أنها مقلدة، وليست من الماركة الأصلية، التي تقدر قيمتها بمئات الآلاف من الدولارات، ويختفي وسط الحشود في المدينة السياحية المعروفة بأنها عاصمة الموضة والعلامات التجارية العالمية الشهيرة.
تصوروا معي أسوأ السيناريوهات في مثل هذه المواقف، كأن يفقد الإنسان حياته بسبب مظاهر و«فشخرة على الفاضي» وساعة مقلدة، في بعض المدن الأفريقية والأميركية وحتى البريطانية. القتل والاعتداء أسهل من مفاوضة الضحية أو مساومته.
تابعنا قبل سنوات قليلة فقد شاب خليجي حياته على يد لصوص في بريطانيا تتبعوه عندما شاهدوا ساعته الثمينة، وتعرض العديد من الأسر الخليجية لحوادث عنف وسرقات جراء لفتهم لأنظار عصابات السرقة والنشل المنتشرين في المناطق السياحية وعند مداخل المراكز التجارية الكبيرة.
للأسف بعض منا وخلال تواجده في الخارج يمارس نفس ما اعتاده في البلاد، متناسياً أنه في بلد آخر أوضاعه الأمنية هشة وتتطلب ممارسة أعلى قدر من الحيطة والحذر، وفي مقدمة ذلك عدم لفت الأنظار بحمل مبالغ مالية كبيرة أو من فئات كبيرة أو مقتنيات ثمينة من ساعات أو مجوهرات والاستعراض بالسيارات الفارهة، وكذلك الحذر عند التعامل مع غرباء من محترفي استدراج السياح وعرض تقديم خدماتهم. بديهيات يفترض أن تكون حاضرة وشاخصة أمام الجميع عندما يكون مسافراً، وبالذات في تلك البلدان حيث يمكن أن يتعرض لمخاطر جمة مهددة لحياته ومن معه، وهو في غنى عنها، بينما يستطيع تفاديها ويستمتع بإجازته من غير أن يلفت أنظار أولئك المتربصين بالسياح والمتخصصين في الخليجيين منهم، وذلك بالبعد عن المظاهر والاستعراضات. ورافقتكم السلامة في حلكم وترحالكم.