مساء يوم الأربعاء كنت أنصت إلى خطاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وأبقاه منارة تضيء دروب الحياة. كان جالساً بتواضع نادر لأمثاله، لا يحيط به إلا هالة حضوره، وتدفق نبرات صوته بإيقاع المحبة والطمأنينة والسلام، الذي أكده سموه بقوله: «إن سياسة دولة الإمارات ستظل داعمة للسلام والاستقرار في منطقتنا والعالم».
فبدا لي أن أدعو كل الأحبة، مواطنين ومقيمين، إلى حفظ هذا الخطاب في ذاكرتهم أبداً. وأن يملؤوا قلوبهم بالمحبة، ويوقظوا عمق بصيرتهم لتستشرف مزايا الحاضر الذي أكد عليه سموه بقوله: «إن الدولة ستستمر في نهجها الراسخ في تعزيز جسور الشراكة والحوار والعلاقات الفاعلة والمتوازنة القائمة على الثقة والمصداقية والاحترام المتبادل مع دول العالم لتحقيق الاستقرار والازدهار للجميع». فتعالوا أيها الأحبة نعيد قراءة هذا الخطاب الذي كتب بنور الأمل وينابيع الفرح. هذا الخطاب المبصر الذي يضيء ويختصر، ويمنحكم الأمل والطمأنينة في الحاضر والمستقبل. فانسخوه على دفاتركم وأجهزتكم الإلكترونية واقرؤوه كلما استيقظتم كل صباح من نومكم. فسيمنحكم الراحة ويفتح وجدانكم كل يوم على حلم باتساع أحلامكم، وباتساع المدى والكون. حينها ستهتفون: يا للأمل الجميل الساطع الذي سيضيء دروب أطفالنا نحو عالم من الإبداع والتطور. ويمنح سواعدنا قوة العمل. القوة التي تعيد مسار التاريخ. فمدوا كفوفكم وتأملوا هذا المجد الباهر الذي يسترخي بين أصابعكم.
فضموا الإمارات بكل ما اكتنزت به قلوبكم من المحبة وإيمانكم باليقين. وما اكتنزت به أرواحكم من النقاء والسطوع. فسيزدهر الإبداع في عقولكم وتهطل عليكم بشائر الخير ويهزج الكون بالرقص!
فتعالوا أيها المطمئنون في حضن الإمارات وتمعّنوا جيداً في معاني هذا الخطاب عن الوطن الذي لا يبرر الحروب ولا يلتف بأقنعة الظلام،
هذا الوطن الساطع كالشموس، الذي ينسج سلالم الصعود ويدق أجراسَ السلام! فتعالوا وتجمعوا من كل أوطانكم التي غادرتموها رغبة في حضن الإمارات التي تفيض بالمحبة على كل من ولد فيها ومن أقام فيها دون تمييز بن دين وعرق ولون. فمحبتها في كل القلوب، ومثل قطرات الماء التي تروي العطش وتخصب الحقول بالثمر. فيا أيها الإماراتيون والمقيمون على هذه الأرض المباركة، أيقظوا نور بصيرتكم والأمل المخبأ بين خفاياكم واقرؤوا خطاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» حين يصف الإمارات وهي ترتقي عالياً، في سماء الحاضر، وضياء التطور!