مع ما يشاهده ويتابعه المرء عبر مواقع التواصل الاجتماعي من تردٍ في الطروحات ومستوى النقاشات وتبادل للإساءات، ومنها ما يتسبب في إلحاق الأذى بالصورة الزاهية للإمارات، نُذكّر أنفسنا جميعاً بالدعوات السامية للفارس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي «رعاه الله»، بضرورة أن تتحلى الشخصية الإماراتية على هذه الوسائل بالقيم الإماراتية الأصيلة و«أن تمثل صورة زايد وأخلاقه في تفاعلها مع الناس، وأن تعكس تواضع الإماراتي وطيبته ومحبته للآخرين وانفتاحه على بقية الشعوب».
وكعادته في قراءة المستقبل، وكأنما يتوقع ما يحدث على هذه المنصات حدد سموه «10 صفات يجب أن تلتزم بها الشخصية الإماراتية على وسائل «التواصل الاجتماعي»، منها أن «تمثل صورة زايد وأخلاق زايد في تفاعلها مع الناس، وتعكس الاطلاع والثقافة والمستوى المتحضر الذي وصلته الإمارات، وتبتعد عن السباب والشتائم وكل ما يخدش الحياء في الحديث».
وقال إن على الشخصية الإماراتية أن تكون «شخصية علمية تستخدم الحجة والمنطق في الحوار، وتقدر الكلمة الطيبة والصورة الجميلة والتفاعل الإيجابي مع الأفكار والثقافات والمجتمعات ونافعة للآخرين بالمعلومة وناشرة للأفكار والمبادرات المجتمعية والإنسانية التي يزخر بها الوطن، ومندمجة مع محيطها العالمي تتحدث لغته وتتناول قضاياه وتتفاعل إيجابياً مع مستقبله، واثقة من نفسها تتقبل الاختلاف وتبني جسوراً مع غيرها من الشعوب، وتعكس تواضع الإماراتي وطيبته ومحبته للآخرين، وانفتاحه على بقية الشعوب، وتعشق وطنها وتفتخر به وتضحي من أجله».
تذكير الجميع بتلك الملامح واجبنا جميعاً، خاصة ونحن نتابع انزلاق شخصيات على قدر من الوعي والنضج والمسؤولية نحو نقاشات لا تليق بهم، ولا طائل منها، يعرضون أنفسهم معها لمواقف هم في غنى عنها مع وجود أشخاص لا يملكون القدرة على الطرح الموضوعي، فيلجؤون لطرق وأساليب سلبية في ردودهم وطروحاتهم. تجد أحدهم يطرح قضية من قضايا الحياة اليومية وغلاء سلع حيوية في الأسواق، فإذا به يتعرض للأسف لحملة انتقادات واسعة لدرجة التشكيك فيه وفي انتماءاته.
هذه المنصات وجدت للتفاعل الإيجابي و«التواصل» البناء بعيداً عن لغة التجريح والتهوين والتخوين، وبعيداً عن الحوارات والشعارات الجوفاء. الكل لديه الحرص والغيرة على بلاده وأهلها، ومن ذلك الحرص على اسمها وسمعتها، وعلينا جميعاً استحضار تلك النصائح السامية لأجل إمارات الخير والمحبة وإثراء كل حوار إيجابي يضيف لها.