في الأمر ما يحيرني، ويحير جميع عشاق كرتنا ورياضتنا، بمختلف مراحلها العمرية، ومن المسؤولين والمتابعين، وأيضاً المشجعين، فلا تسأل أحداً منهم عن مدى رضاه عن كرتنا ورياضتنا، إلا وأتاك «الجواب الصادم»، بأنه لا مستوى، رغم الصرف الكبير والمبالغ عليها، فلا النتائج مقنعة ولا المستويات مبشرة، رغم كل ذلك على رياضتنا وكرتنا خاصة.
فلا المسؤول المباشر مقتنع بالأداء والنتائج، ولا الجماهير التي تتكبد عناء متابعة فرقها ومنتخباتها راضية ومقتنعة، ولا الشباب وغيرهم من المراحل العمرية لديهم الشغف لمتابعة «دورينا»، ووجدوا ضالتهم في الفرق الأوروبية، وبعض الدوريات العربية والإقليمية التي قد تملي بعض أوقات فراغهم، خلال توقفات الدوريات الأوروبية.
فأين المشكلة في هذا الجفاء بين شبابنا من صغار السن والشباب، وحتى من بعض مسؤولينا الذين يتولون الإشراف المباشر عليها، إلا في وسائل الإعلام الرسمية والتواصل الاجتماعي وما غيرها، فإجاباتهم مغايرة، وكأنهم غير مقتنعين من أداء فرقنا ومنتخباتنا ونتاجها محلياً وخارجياً.
وذكرت في هذا الموقع فيل أيام، بأننا مطالبون بأن نجعل شبابنا يعشقون رياضتنا ويتابعونها، مثل متابعتهم للدوريات الأوروبية، ويحرصون على متابعة «دورينا» في الملاعب، ومن خلال الشاشات، لعلهم يقتنعون مع الوقت بأن «دورينا» ليس بالمستوى المتدني الذي يشاهدونه أو يسمعون عنه من أقرانهم، وأنه يستحق منهم بعض العناء لحضور مبارياته في المدرجات، وأقلها من خلال الشاشات، إلا أننا لم ننجح حتى الآن في إقناعهم، أو الارتقاء بمستواها لترضي طموحهم.
نعم هناك فرق شاسع بيننا وبينهم أداءً ومستوى، ومشاهدة جماهيرية وإعلامية، فلم يعد جيل المستقبل شغوفاً بمتابعة «دورينا»، ونخشى أن يستأصل ذلك في الأجيال القادمة، وتفقد رياضتنا بريق الممارسة وشغف المتابعة، وتتقلص أعداد ممارسيها ثم مشجعيها، ويصبح بعد ذلك صعوبة بناء قاعدتها الفنية ومتابعتها الجماهيرية، ونعود إلى «نقطة الصفر»، وتضيع جهودنا السابقة، رغم ما توفر لها من إمكانات وبنى تحتية، قلما توفرت في دول سبقتنا أداءً ونتائج.
نريد من أنديتنا العمل على الارتقاء بمستوى فرقنا، بتعاقداتها مع اللاعبين المميزين، والمدربين القديرين الذين يستطيعون صنع الفارق في المنظومة، فهم الأذرع المعاونة للاتحاد، في بناء منتخبات قوية تستطيع المنافسة، فلا ننتظر منتخباً يقارع أبطال القارة، في ظل تراجع أنديتنا.
ولنعمل معاً للارتقاء بمنظومتنا الكروية وأنديتنا هي محور الجذب وبلوغ الأهداف.