كأس العالم في قطر يجب أن ينقل الكرة الآسيوية والعربية والخليجية والإماراتية أيضاً، إلى آفاق جديدة، فالحدث كبير، وتجربته بها تفاصيل كثيرة للغاية.
 وستكون ملاعب الإمارات اختياراً للعديد من المنتخبات المشاركة في المونديال لإقامة معسكراتها، قبل التوجه إلى الدوحة، وهو الأمر الذي يمنح «الأبيض» فرصة ترتيب لقاءات تجربية وتدريبية مع بعض المنتخبات المعززة بنجومها، فتلك التجارب والمواجهات هي التي تصقل مهارات اللاعب على المدى الطويل، وتمنحه رصيد خبرات يتراكم، ثم يخرج هذا الرصيد في التحديات الكبرى.
إن من أسباب تراجع نتائج بعض المنتخبات العربية في تصفيات كأس العالم، ومنها منتخب الإمارات، وكذلك منتخب مصر، عدم الاحتكاك بأقوى الفرق العالمية، أو عدم خوض منافسات متنوعة «دورة ألعاب المتوسط بالنسبة لأحد المنتخبات المصرية مثلاً».
ومع تقديري لصناعة كرة القدم، وأن اللعبة في أي دولة ليست المنتخبات وحدها، ومن الضروري تعزيز المسابقات المحلية وتطويرها، مع تقديري لهذا التعريف الخاص بكرة القدم في أي دولة، يظل تنوع مدارس احتكاك اللاعب الدولي ضرورة، وهذا التنوع يتضمن مباريات مع منتخبات مثل ألمانيا، والأرجنتين، والسنغال، وإنجلترا، والبرازيل، وغيرها من المنتخبات المختلفة العامرة بمهارات خاصة.
ولأن الإمارات تملك بنية رياضية رفيعة المستوى، ستكون أبوظبي ودبي محلاً لمعسكرات لألمانيا والأرجنتين، وربما بعض الفرق الأوروبية والأفريقية قبل التوجه إلى الدوحة، وهكذا سوف تحضر المدارس والخبرات إلى معاقل الكرة الإماراتية، وتلك الزيارات سيكون لها وجه آخر.
أتخيل أني مسؤول عن التطوير بالاتحاد الإماراتي لكرة القدم، أو أني مدرب وطني يجري إعداده لقيادة أحد المنتخبات مستقبلاً، فماذا سأفعل؟
سوف أرتب معايشة مع المنتخبات الزائرة كمسؤول عن التطوير أو كمدرب اختار مهنة التدريب طريقاً ومستقبلاً، كي أنهل من خبرات المدربين الكبار الذين يقودون منتخبات مثل ألمانيا والأرجنتين وإنجلترا وغيرها، وكذلك سأتابع كيفية تنظيم العمل اليومي لتلك المنتخبات وطبيعة المساعدين للمدربين ودور كل منهم، ولست من الذين يقدمون النصائح بنظريات مكتبية، فقد فعلت ذلك كصحفي، وقابلت لاعبين ومدربين وتعلمت كيف يعملون وكنت دائماً حريصاً على التواجد في محاضرات مدربي منتخب إنجلترا، خلال زيارات للقاهرة، أو في فترات عمل ولو قصيرة، مثل بوبي روبسون، وإريكسون ودون ريفي، والأخير أجريت معه نقاشاً مطولاً بدأ بسؤال: من يصنع الآخر المدرب الجيد يصنع لاعباً أو فريقاً جيداً، أم أن الفريق الجيد هو الذي يصنع مدرباً جيداً؟
** ربما ينتظر بعض القراء إجابة هذا السؤال!