أن يفوز الهلال «زعيم الكرة السعودية»، بلقب دوري كأس محمد بن سلمان، فذلك ليس بخبر، وكل ما في الأمر أن الهلال عزز رقمه القياسي، بحصد اللقب للمرة الثامنة عشرة، وهي المرة الخامسة التي يفوز باللقب في آخر ستة مواسم، كما إنه حقق إنجازاً غير مسبوق بالفوز باللقب للمرة الثالثة على التوالي.
أما الخبر يتعلق بهبوط الأهلي «الراقي»، والملقب بـ «قلعة الكؤوس» لدوري الدرجة الأولى في لحظة كارثية لم يعشها النادي العريق طوال 85 عاماً، وكان من الممكن أن يهرب من ذلك المأزق، لو فاز على الشباب في الجولة الأخيرة، لكنه تعادل ليقبع في المركز قبل الأخير، ويودع دوري النجوم والملايين، وكان للزلزال الأهلاوي توابعه، فقدمت الإدارة استقالتها على الفور استجابة لغضبة الجماهير، باعتبارها كانت وراء التعاقد مع جهاز فني ولاعبين أجانب أقل بكثير من طموحات «القلعة الخضراء» التي تواجه حالياً أصعب لحظة في تاريخها، وكان من الطبيعي أن يقفز هدّاف الفريق عمر السومة من السفينة الغارقة متجهاً صوب أحد الدوريات العربية الأخرى.
×××
لأنه أحد أقوى الدوريات العربية والآسيوية، إن لم يكن أقواها على الإطلاق، ظلت المنافسة على اللقب وتحديد الهابطين حتى الجولة الأخيرة التي كانت حديث كل متابعي كرة القدم عربياً وآسيوياً، لاسيما تلك المعركة الساخنة ما بين الهلال والاتحاد لاعتلاء قمة الكرة السعودية، بعد حوار كروي حافل بالإثارة والتشويق، حيث البداية الباهتة للهلال ومأزق الخسارة برباعية أمام الأهلي المصري في مونديال الأندية، وفي المقابل كانت البداية مبشرة للاتحاد حتى أنه تفوق على الهلال بفارق ست نقاط في بعض الأحيان، مما أوحى بأن الاتحاد بات على مشارف استعادة أمجاده والفوز باللقب الغالي، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن الاتحادية عندما فشل الفريق في تحقيق فوز واحد لمدة تزيد على الثلاثة أشهر، في حين تجاوز الهلال أحزان المونديال، وأطاح بمدربه جاروليم بطل الخسارة الثقيلة أمام الأهلي المصري، وأعاد مدربه السابق رايمون دياز الذي صحح أوضاع الفريق، من خلال إعادة توظيف أدوار بعض اللاعبين، فتحسنت النتائج بشكل ملحوظ، حتى أن الفريق دخل الجولة الأخيرة، متفوقاً على الاتحاد في المواجهات المباشرة، وأكمل المهمة بالفوز على الفيصلي بينما تعثر الاتحاد بالتعادل مع الباطن، لتعيش الجماهير الهلالية ليلة ولا أروع، بعد أن انتزع «الموج الأزرق» أصعب لقب في تاريخه.