لا ينمو جسم طالما أنهكته المخالب، ومزقت أوصاله سكاكين الكراهية وأحرقت أعراشه ألسنة النار. 
العالم اليوم أمام المعادلة الصعبة فإما الاتحاد لضرب جذور الإرهاب وقطع دابره، أو البقاء في طرائق قدد تنهشه مخالب الجهل والظلام والحقد والأسى. لا يمكن أن ينتهي الإرهاب إلى النهايات المأمولة والعالم بعضه يصب الزيت على الحطب، وبعضه يجأر من شدة المعاناة مع الآفة المقيتة.
الحل في الوحدة والتضامن، والتكاتف، والتعاون في محو آثار هذه الجائحة الكونية، ولا يأمن أحد من فتكها طالما عاثت في مكان ما، لأن النيران لا يوقفها إلا الوعي بسوءاتها وسيئاتها، ولكي ننجو من هذه العذابات لا بد وأن يفتح الجميع عيونهم، ولا يصموا الآذان أمام العبث الذي يحدث في بلدان مجاورة أو بعيدة، لأن العالم شاء بعضهم أم أبى، يعيش تحت سقف خيمة واحدة، وما المكابرة، والتجاهل إلا جهل وغباء يمسك بألباب من يمتنعون عن روية الحقيقة ويصمون الآذان، ويعمون البصائر ويعيشون في أبراج عاجية لا تحمي من ضرر، ولكنها تعمي عن حدوث الشرر.
مساعي الإمارات دائبة ودائمة من أجل لم شمل العالم وترتيب قواه لمواجهة هذا الكيد البشري البغيض، وملاحقة دبابيره التي ربما تتخفى تحت أغطية مختلفة، ولكن الأذكياء يعرفون كيف يصطادون المفترسات، وكيف يقضون على أخطارها وكيف يحاصرونها، وكيف يحمون المكتسبات من عدوانها البغيض.
اليوم نرى في اليمن ما نرى من عبث طائفي، ومن حماقة اصطفافية حولت اليمن السعيد إلى عيش حالة التشرذم والفقر المدقع، والخواء البنيوي، كل ذلك يحدث أمام أعين العالم ولا جواب، ولا جملة مفيدة ترفع عن الإنسان اليمني الضيم والظلم والظلام، والهلاك.
ففي الوقت الذي تسير الدول بحثاً عن مستقبل شعوبها، نرى في اليمن ما تقوم به ميليشيات الشوفينية في تجريد اليمن من حق العيش آمناً مستقراً، بل وتفرغ مؤسساته المالية من محتواها، لتخدم أغراضها العدائية ضد الإنسان، وضد أمنه المعيشي، واستقراره الاجتماعي.
ولكن ستبقى الجهود الإماراتية صامدة، وصارمة، في وجه من يسرقون أحلام الأجيال، ومن يسطون على مصائر الشعوب، ومن يحولون الحياة إلى صراع الغابة في ليال موحشة.
الإمارات تفعل كل ذلك لوعي القيادة الرشيدة بأهمية أن يستعيد اليمن تاريخه، وحضارته، وبريق وعي أبنائه، الإمارات تفعل كل ذلك، لأن الحلم الإماراتي تجاوز حدود الخطوات المتثاقلة وطال نجوم التطلعات البعيدة، وهذا هو منطق التاريخ، فالأذكياء هم الذين يعطرون الحقول بزهرات الوعي، وهم الذين يروون أشجار الحياة من جداول الأحلام الزاهية.
حفظ الله الإمارات، وأدامها عزاً لشعبها، ولكل الشرفاء في هذا العالم وكل عشاق الحياة.