تبادل لاعبو الأهلي والزمالك القمصان عقب نهاية مباراة القمة، وشهد اللقاء روحاً رياضية للمرة الأولى منذ سنوات بين جماهير الفريقين فى الملعب، فلا هتافات مسيئة، ضد لاعب، أو ضد الفريق المنافس، والمدرجات بجمهورها القليل، تغني وتدق الدفوف بالأهازيج.. لكن السؤال: هل هي مباراة قوية لأنها شهدت أربعة أهداف وفرصاً، أم خرجت متوسطة المستوى فنياً؟ 
كثرة الأهداف فقط، لا تعني جمال المباراة وقوتها، وإنما شكل الصراع على المستوى التكتيكي كيف كان، وكيف جاءت الأهداف، وهل كان هناك تنظيم في صفوف الفريقين؟
الأهداف جاءت من أخطاء دفاعية، ومن أخطاء تكتيكية، أو من أخطاء ساذجة لم تطبق فيها معايير كرة القدم الجديدة المعروفة فردياً أو جماعياً، مثل سرعة الاستخلاص والضغط الصحيح، وليس العشوائي، فمثلاً كان الهدف الأول للأهلي من خطأ دفاعي لعبد الغني مدافع الزمالك ويشترك معه عواد، وكان هدف التعادل من تمريرة عرضية لشيكابالا وقد تركه محمود متولي من دون ضغط، ليرسل كرته العرضية الساحرة إلى رأس بن شرقي، دون تدخل من الشناوي، أو المدافعين لا سيما محمد هاني الذي قفز وهو يدير ظهره للكرة ولبن شرقي. ثم كان هدف التقدم للزمالك الذي سجله شيكابالا من خطأ لعلي معلول لأنه فوجئ بعدم مقابلة الشناوي للكرة العرضية، فمرت من قدميه، ثم عاد الأهلي بهدف التعادل لصلاح محسن من كرة عرضية وضربة رأس لم يتعامل معها دفاع الزمالك جيداً.
الأهداف تأتي نتيجة مهارات إبداعية جماعية أو فردية عالية، أو من أخطاء دفاعية، وهو أمر معروف، وقد أعطى السجال، ولو كان عشوائياً، انطباعاً بقوة اللقاء، وظلت الأنظار مشدودة للملعب، إلا أن المباراة شهدت مساحات، وضغطاً وهمياً متبادلاً وعشوائياً، ومحاولات فردية، وهبوط الجهد البدني، ومع ذلك كاد الزمالك أن يخرج فائزاً لولا عدم التوفيق في الشوط الثاني، بينما أهدر الأهلي فرصة سيطرته في الشوط الأول.
هدف الأهلي المبكر منح لاعبي الفريق رسالة اطمئنان، وثقة، لم تستغل، وقابل ذلك رسالة قلق للاعبي الزمالك، بجانب نتائج آخر 6 مباريات والتي شهدت 4 انتصارات للأهلي، مقابل فوز واحد للزمالك وتعادل واحد، وهذا بالإضافة إلى غياب 7 عناصر أساسية، فاستعان فيريرا باللاعبين الشباب الذين تألقوا، وهم يوسف أسامه نبيه، وسيف جعفر، وسيد نيمار، وحسام عبد المجيد.
** لم يتوقف اللعب كثيراً، وظلت الكرة في الملعب كثيراً، وكان الحكم الإسباني لويس خوسيه مونييرا هو نجم اللقاء، وقدم درساً لحكام الكرة المصرية في فن إدارة مباراة ومتى يمكن إطلاق الصافرة ولأي سبب، وليس دون سبب!