انتهت مهمة منتخب الإمارات المونديالية بالتعثر أمام «الكنجارو» الأسترالي في الملحق الآسيوي، ولم يُعد أمامنا سوى الانتظار حتى مونديال 2026 بأميركا الشمالية، لعل تصفياته تعوض ما فات «الأبيض» منذ تصفيات أميركا 1994 وحتى الآن.
وإذا كانت لدينا ثقة بأن «الأبيض» يمرض لكنه لا يموت، فإن تلك الحقيقة لا تتعارض مع قناعتنا بأن أداء «الأبيض» في تصفيات مونديال الدوحة 2022 شهد تذبذباً واضحاً، ففي الدور الأول لم يكسب المنتخب سوى نقطتين في المرحلة الأولى وخسر أمام تايلاند وفيتنام، قبل أن ينتفض في المرحلة الثانية التي أقيمت على أرضه وبين جماهيره فنال العلامة الكاملة تصدر بها المجموعة، برغم أن نتائجه في مرحلة الذهاب لم تكن توحي على الإطلاق بأنه سيذهب بعيداً في التصفيات بعد أن احتل المركز الرابع، وعندما حان موعد التصفيات الحاسمة واصل «الأبيض» حالة التذبذب، وضل طريقه إلى الفوز، إلى أن تذوق طعم المكسب لأول مرة بالفوز على لبنان في بداية مرحلة الإياب، ثم فاز على سوريا فانتعشت آماله في نيل المركز الثالث بالمجموعة مستفيداً من النتائج السلبية للمنتخبات العربية بالمجموعة، ثم أنهى المهمة بالفوز على شمشون الكوري أحد فرسان آسيا في المونديال المقبل فانتزع بطاقة الملحق الآسيوي.
وتجسدت حالة التذبذب أيضاً في عدم قدرة المنتخب على الفوز خارج ملعبه، عكس الفرق التي تأهلت للمونديال، حتى أن «الأبيض» الذي خاض 18 مباراة في التصفيات، لم يكسب خارج ملعبه إلا في مناسبتين، الأولى أمام ماليزيا في كوالامبور في بداية المشوار المونديالي، وأمام لبنان في بيروت في أولى مباريات مرحلة الإياب بالتصفيات الحاسمة، برغم أن منطق دور المجموعات الذي يقام بنظام الذهاب وإياب يفرض على المنتخب الطامح في التأهل أن يكسب كل نقاط المباريات داخل ملعبه، وأن يسعى جاهداً للخروج من ملعب الخصم ولو بنقطة.
ولا خلاف على أن أروابارينا مدرب الأبيض يتحمل جزءا من مسؤولية الخسارة أمام أستراليا، بسبب نوعية وتوقيت التغييرات، عندما سحب كلا من عبد الله رمضان وعلي مبخوت بعد تسجيل استراليا الهدف الثاني فأراح الدفاع الأسترالي إلى حد كبير، كما أشرك الثلاثي ماجد حسن وعموري وتيجالي في توقيت متأخر لم يسمح لهم بصناعة الفارق.
وعموما فإن البكاء على اللبن المسكوب لن يفيد، والقادم أفضل بمشيئة الله.