اسأل عن حالة الطفل يأتيك الخبر عن صحة المجتمع.
هذه قاعدة كونية، جاءت من منطق البناء لأي مجتمع صحيح معافي مشافي من درن الترهل والتخلف، والتفكك، والعجز، والتلاشي خلف غبار الجياد التي تواصل السباق نحو الفوز بالعلامة الكاملة.
في الإمارات تعمل القيادة على ترسيخ ثوابت العلاقة بين أفراد الأسرة وتحقيق أعلى معدلات النمو في تربية الطفل، وتنشئته تحت ظلال والدين منسجمين، متحابين، مستقرين، يبنيان خيمة الأسرة على أسس المشاعر الصافية، والحب، والانتماء إلى وشائج لا تفرط، ولا تفرط في وضع الطفل كمحور لدورة الشمس ومركزيتها في العائلة.
اليوم في الإمارات يعيش الطفل عصره الذهبي محاطاً بإرث إنساني تاريخه يبدأ من عقود البساطة، مروراً بسنوات التطور التكنولوجي، والازدهار التعليمي، ومعطيات مادية تزهر بين يديه، وتثمر في وجدانه، وتتفرع في كل شؤون حياته.
طفل الإمارات يعيش العصر بضوء صباحات زاهية، ونور مساءات مشرقة، فالأسرة تقوم بدور رائد في توفير وسائل الأمن والطمأنينة لبذرة نصب عينيها مستقبل لا تغيب عنه الشمس، والمدرسة تقوم بالدور المكمل لدور الأسرة، حيث يقوم الرافدان بتهيئة المناخ المناسب لحياة جلية بأنهار من العطاء، والحركة مستمرة، والجهد ماض في تحقيق الأمنيات والعقل الإماراتي متوقد حاد البصيرة، مؤمن بأن استقرار الأسرة هو مهد النشوء والارتقاء بطفولة مفتولة التطلعات، بدءاً من صحة الجسد، وانتهاء بعافية العقل، مروراً بشفافية الروح، هذه الأضلاع الثلاثة يقوم عليها الشحذ، والبناء، وتسطير دفتر الواجبات اليومية لعملية التربية التي يستحقها الطفل.
والقيادة تضع كل الإمكانيات، وكل المقدرات، وكل الجهود لفتح النوافذ وجعلها مشرعة لدخول الهواء النقي في أرجاء الفناء الذي يحيط بأفراد الأسرة الواحدة.
القيادة تعمل ليل نهار من أجل صناعة وطن أسرته قوية متماسكة وأفراده يعيشون في ثبات وانضباط، لا يسمحون للغبار بالعبور عبر قنوات الضلوع، ولا يتركون للسعار بأن يؤلب على الحياة ما ينغصها، وما يكدرها، وما يشرد غزلانها، ويغبن غابتها.
هذا هو ديدن القيادة على مدى التاريخ، وهذا هو الناموس في شريعة الحكم في بلادنا، فالطفل هو الأول وهو الأول، وهو الأول، ولا أولوية تسبقه سواه.
مجتمع هكذا يفكر أهله لا بد وأن تصبح أغصان لوزته غضة، خضراء، يانعة، مزدهرة بثمار العطاء.