من ضمن جولاتي في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، لفت نظري اسم التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، فدلفت وكان في استقبالي رجل بشيمة أهل الطيب، والسجايا النبيلة، ووددت أن أفهم الدور الذي يقوم به هذا التحالف، فأخذني المعرف عند زاوية في الرواق وصار يشرح، ويسرد المعنى من جود هذا التجمع، والدلالة في دوره.
وفهمت أن هذا التحالف يقوم بدور ريادي في صناعة الوعي الجماهيري حول مواجهة ظاهرة هي من أعتى السهام التي أصابت قلب الإسلام، ونالت من مشاعر المسلمين وقلبت المفاهيم وجلبت الغبار، وأشعلت السعار، وأحرقت ما جاء في الصحائف والكتب ظناً منها أنها تستطيع أن تعيد العالم الإسلامي إلى جاهليته الأولى، وتمزيق قماشة الجمال عن ديننا الحنيف، وكسر غصن الزيتون في بساتينه، لتضع مكانه أعواد جافة، خاوية من المعنى، ذاوية مثل ظهور ثيران شائخة.
«التحالف الإسلامي» يضم كوكبة من جموع الدول الإسلامية، يمثلها رجالات من خيرة المفكرين والاستراتيجيين، والمثقفين والعسكريين الذين لهم باع طويل في مجابهة فئات الغي والبغي والطغيان. هذا التحالف بني على فكرة التنوير أولاً، ثم التطوير، ثم كسر الشوكة إذا لم تنحنِ لعصف القيم النبيلة.
هذا التحالف اليوم يقود مسيرة الأحلام الزاهية التي تنتظر طريق هذه الأمة، وهي تخلع عنها ملابس دنستها حثالة من بني «داعش» وسواها.
هذا التحالف يقوم بما تقوم به السحابات الممطرة، بنث الماء والثلج والبرد، على أفئدة الناس أجمعين من دون التفريق بين دين أو لون أو عرق، والمعيار هو سلام النفوس، ونقاء القلوب من كل ما هو غث ورث، ولا يحث التحالف إلا إلى نشر المحبة، بين الناس أجمعين، مؤمناً بأننا كلنا من آدم وآدم من تراب.
هذه هي الرؤية، وهذا هو الرأي الذي يسير على منواله «التحالف الإسلامي»، وهذا هو النعيم الذي ينتظر كل من لديه وعي بأهمية أن نكون إخوة في الأصل البشري قبل كل شيء.
هذا هو الأصل في وجود هذا التحالف الذي نشأ وترعرع في بلد الحرمين الشريفين، واتسعت حدقته باتجاه العالم الذي تنتمي إليه المملكة العربية السعودية.
أتمنى من إعلامنا الإسلامي أن يسلط الضوء على مثل هذه التحالفات؛ لأنها هي المصابيح التي تضيء الطريق لأجيالنا الصاعدة.