أشرقت شمس، وهي تحمل في الثنايا قناديل شمس أهلت، وأشرقت، وأضاءت الدنيا بخيوط من ذهب، ثم سلمت الراية لشمس لها في الأنام صيت وصوت، وبوح وشدو، وهكذا تسير القافلة مجللة بمجد من مجدوا الحلم، وسددوا الخطوات نحو غايات لها بريق الحياة، ورايات لها رونق الزهر، وما من طيف يمر إلا له سمات هذه الوجوه، وصفات هذه الرموز، والوطن يكلل بنيه بالفرح، والسؤدد، ويتوج الأجيال بطموحات لا تطفئ مصابيحها، ولا تخبئ حبرها عن عيون التاريخ، الذي يرصد، ويحصد، ولا يبدد فعل من عملوا، وسهروا، وبذلوا، ولوّنوا الأرض بعشب النجاحات، ونقشوا على التراب صورة الجهد الجهيد، وهم يسجلون الإنجازات في دفتر التاريخ مترعة بطيب العرق وعبير الأنفاس الشجية.
هذا هو وطننا الإمارات سليل النجب، خليل النبل، منبت الأعناق الطويلة، بذرة الأغصان في عناقها، وأشواقها التليدة إلى يوم فيه تبدو الأفكار مثل النجوم، وتصير الخطوات مثل وثبات الجياد موريات الصخر، قادحات المشاعر من أجل التميز، من أجل الفرادة في صناعة المنجز، من أجل صياغة حياة ليست اعتيادية، بل في برهة الزمن تكمن في الدهشة كما هي القصيدة العصماء، كما هي الحكاية في ضمير العشاق، كما هي الابتسامة على ثغر وهاج مثير ومذهل. 
هذه هي الإمارات، تأخذنا سفينتها الغراء إلى زمن جديد، بعد أن أكمل الراحل العزيز ختامه بمسك، ليأخذ بالزمام فارس احترف السير بالجياد في خطوات تنقي الحلم من الدنس، وترسم صورة الغد بحروف من وهج، وتمنح الآخرين فرصة التأمل، والتبصر، ورؤية الحياة ببصيرة قبل البصر، والمضي بالسفينة بأناة وتؤدة، بحيث لا يقبل الزلل، ولا يمر الخلل مرور الكرام. 
العالم بارك وهنأ، وأثنى، وأطرى، وأكد الثقة بقيادة رجل المراحل، رجل السمات الخالدة مؤكدين أن الإمارات رسمت صورة مثالية لدولة اتحادية نجحت، فتفوقت، وأثبتت أنها الاتحاد الأول في التاريخ العربي الذي لم تسقط منه ورقة نجاح وهو ذاهب إلى المستقبل، ليحقق منجزه، وآمال وتطلعات شعبه، واليوم ونحن نطالع المشهد العظيم، ونتابع، ونقرأ، ونسمع، نجد أن قيادتنا في ضمير العالم هي مرآة التسلح بالقيم الرفيعة، والرؤى الرشيدة، وهي التي رسخت حب الآخر في هذا الوطن وقيادته، لأنه ما من بلد يستطيع أن يصمد في وجه التحولات الإنسانية إلا وتكون في صلب قيادته ثوابت عقيدة الإيمان، بأننا جزء لا يتجزأ من هذا العالم، ونحن في قلب الوجود نجمة طالعة لا تغرب مهما اشتد ضوء النهار، واحتدم لظاه. 
هذه الإمارات في الكون شروق، يتلوه شروق، ويعقبه إبهار في المعطى، بعد رونق في الفكرة، هذه هي الإمارات، حب العالم يشمخ على الأرض.