تجسدت شخصية البطل بوضوح في جولة الإياب للمربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا، والتي حددت فارسي المباراة النهائية بباريس يوم 28 مايو الجاري.
وظهرت تلك الشخصية في لقاء ليفربول وفياريال بستاد لاسيراميكا بإسبانيا عند ما تقدم فيا ريال بهدفين نظيفين تعادل بهما مع الليفر الذي كان فاز بنفس النتيجة في مباراة الذهاب، واعتقد الكثيرون أن التقدم الإسباني بهدفين نظيفين في الشوط الأول كفيل بإحالة المباراة إلى شوطين إضافيين، إلا أن ليفربول، وبشخصية البطل، تمكن من أن يقلب الطاولة في وجه حامل لقب الدوري الأوروبي وقاهر اليوفي والبايرن، وفي «ريمونتادا» رائعة تمكن من تسجيل ثلاثة أهداف ليهزم منافسه الإسباني، ذهاباً وإياباً، ويصعد للمرة الثالثة في السنوات الأخيرة للمباراة النهائية في إنجاز يحسب للجيل الحالي بقيادة يورجين كلوب أحد أفضل المدربين في العالم.
وتكرر المشهد في لقاء ريال مدريد ومانشستر سيتي على ستاد سنتياجو برنابيو، حيث دخل الريال المباراة متأخراً بهدف مما كان يعني أن فرصة السيتي في التأهل أفضل من الريال، وزاد من صعوبة مهمة الريال ذلك الهدف الذي أحرزه محرز في بداية الشوط الثاني، وعندما وصلت المباراة إلى الدقيقة 90 ظن الكثيرون أن السيتي بات في المباراة النهائية، حيث كان الريال مطالب بتسجيل هدفين بينما المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، إذ بـ «البديل» رودريجو يتعملق ويسجل هدفاً في الدقيقة 90 ويتبعه بهدف آخر في الدقيقة 91، وهو الهدف الذي أحال أوراق المباراة إلى شوطين إضافيين ليواصل بنزيمة «أيقونة الريال» تألقه ويسجل هدف التأهل من ركلة جزاء ليجد السيتي نفسه خارج البطولة بعد أن كان معظم المتابعين يرشحه للعب دور البطولة ولكن «شخصية البطل»، الذي لا يعرف الاستسلام مهما كانت الصعوبات والتحديات، قادت الريال للنهائي السابع عشر في تاريخه.
وما بين سيمفونية السبعة في لقاء الذهاب وجنون الأربعة في لقاء الإياب استمتعت جماهير الكرة في العالم بنهائي مبكر ما بين الريال والسيتي، وللمرة الثانية يقع السيتي، الذي لايزال يبحث عن لقبه الأوروبي الأول، ثمن أخطاء جوارديولا، سواء في النهائي الماضي أمام تشيلسي، أو في نصف نهائي البطولة الحالية، عندما أخر كيفين دي بروين ورياض محرز، اعتقاداً بأن التأهل بات أقرب إليه من حبل الوريد، إذ بالريال يقلب كل الحسابات وينتزع منه بطاقة التأهل التي تضع الريال أمام فرصة معانقة النجمة الرابعة عشرة أمام تحدي «موصلاح ورفاقه».