تحل اليوم مناسبة وطنية خالدة في القلوب، تمثل محطة مفصلية في تاريخ الوطن على طريق تعزيز مسيرة الاتحاد وتوطيد دعائمه، ففي مثل هذا اليوم السادس من مايو منذ 46 عاماً خلت، اتخذ المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه المؤسسون حكام الإمارات قرارهم التاريخي بتوحيد القوات المسلحة لاستكمال أركان الدولة الفتية، والذي يعد أفضل استثمار استراتيجي لتنطلق نحو آفاق رحبة من التقدم والتطور والازدهار والرخاء.
في كل مرحلة من مراحل تطور وتقدم إمارات الخير والمحبة، كانت قواتنا المسلحة جزءاً أصيلاً من المسيرة المباركة، بما حظيت به من رعاية واهتمام، انطلاقاً من رؤية استشرافية للمؤسس، طيب الله ثراه، لبناء قوات مسلحة تكون درعاً وسياجاً للوطن ومكتسباته ومنجزاته، وعوناً وسنداً للشقيق والصديق.
يجيء الاحتفال بهذا اليوم التاريخي والوطني والإمارات تبحر بثقة واقتدار نحو الخمسين الآتية، وقد تحقق للقوات المسلحة مكانة رفيعة متقدمة في صدارة مصاف أحدث وأكفأ جيوش العالم، بفضل من الله، ودعم قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ورعاية ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي أشرف عن كثب على مراحل تطورها لتصبح على ما هي عليه من عتاد وعدة ومستوى احترافي وجاهزية عالية، ركيزتها عنصر بشري رفيع الكفاءة متسلح بالعلوم وملتزم بعقيدته العسكرية وولاءها المطلق للوطن والقيادة، والذود عن منجزاته ومكتسباته والانتصار للحق والعدل، وقدمت قواتنا المسلحة أروع المواقف والتضحيات المشرفة على امتداد محطات مسيرتها الحافلة.
مسيرة التطور والتطوير شملت جانباً مشرفاً لا يقل أهمية عن بناء القوات المسلحة نفسها، بالتوسع في الصناعات الدفاعية وفي مجالات دقيقة وحيوية لم تقتصر فقط على تلبية احتياجاتها وإنما استطاعت أن ترسخ وجودها في أسواق التصدير الخارجية، وتشهد لها المعارض الدفاعية العالمية المتخصصة داخل الدولة وخارجها، وفي مقدمتها معرض أبوظبي للدفاع «آيدكس» وكذلك «نافدكس» ومعرضا «يومكس» و«سيمتكس». 
في هذا اليوم الأغر نهنئ أبطال القوات المسلحة، حماة الوطن، مقدرين عالياً تضحياتهم العظيمة مترحمين على أرواح شهدائنا الأبرار، وهنيئاً للوطن بهؤلاء الأبطال «أهل العلوم الطيبة».