تأبى الكرة الأوروبية، إلا أن تقدم لنا العديد من الدروس، سواء في دوري الأبطال، أو في الدوري الأوروبي، وكان من نتيجة ذلك أن فريقين بحجم البايرن وبرشلونة وجدا نفسيهما خارج السباق الأوروبي، رغم أن كلاً منهما كان مرشحاً للذهاب بعيداً في البطولتين.
ومن كان يتوقع أن تنحاز الجولة الأخيرة للبطولتين للقادمين من الخلف، وأن يطيح فياريال الإسباني صاحب المركز السابع في «الليجا»، بفريق بايرن ميونيخ، بكل نجومه وطموحاته وألقابه، من دور الثمانية لـ «الشامبيونزليج»، بعد أن تعادل الفريقان في جولة الذهاب، قبل أن تجهز «الغواصات الصفراء» على «البايرن» في مواجهة الإياب، لتتواصل مغامرة حامل لقب الدوري الأوروبي الذي أطاح بفريق اليوفي، في طريقه لإقصاء «البايرن»، ليتأهل للقاء ليفربول في «المربع الذهبي».
ومن كان يتصور أن ينجح آينتراخت فرانكفورت، صاحب المركز التاسع في «البوندسليجا»، في الإطاحة بفريق برشلونة على أرضه، والغريب أن «البارسا» بدا «غريباً في بيته»، بعد أن اكتظت مدرجات «الكامب نو» بالجماهير الألمانية، بعد أن استجابت جماهير «البارسا» لنداء رئيسها لابورتا الذي نصح أصحاب التذاكر الموسمية لفريق البارسا «ساخراً» ببيع تذاكرها في السوق السوداء لجماهير آينتراخت، طالما أنها فقدت الحماس لمؤازرة فريقها في مدرجات «الكامب نو»، وبدا المشهد غريباً باعتبارها المرة الأولى في تاريخ «البارسا» التي يكون فيها الجمهور الضيف أكثر عدداً من جماهير «البارسا» في الملعب الكتالوني، حتى أن حارس «البارسا» تير شتيجن عندما دخل أرض الملعب للتسخين قبل المباراة، فوجئ بالزخم الجماهيري الألماني، فعاد سريعاً إلى غرفة الملابس ليسأل زملاءه «أين ذهبت جماهير البارسا، وهل نحن نلعب حقاً في ستاد كامب نو»؟
وأعتقد أن الخروج من الدوري الأوروبي أخرج «البارسا» من حالة النشوة التي عاشها الكتالونيون عقب الفوز الكبير برباعية نظيفة على الريال.
×××
خروج «البايرن» من دوري الأبطال، يقرّب البولندي روبرت ليفاندوفيسكي، هدّاف الفريق، والفائز بلقب أحسن لاعب في العالم في آخر موسمين، من الانضمام لصفوف برشلونة، من أجل تجربة جديدة في «الليجا»، بعد أن حقق كل الألقاب مع «البايرن»، وما يعزز ذلك أن عقد البايرن مع النجم البولندي شارف على الانتهاء، وكذلك تلك «التغريدة» التي أشارت فيها زوجة ليفاندوفيسكي إلى أنها بدأت في تعلم اللغة الإسبانية!