استقبلنا «إكسبو» بفرح، وتوثب، وبإصرار على الدهشة، والتميز، ونودعه اليوم بقليل من الحزن، وبكثير من الفرح، حزني لأننا سنفتقد ما تعودنا أن نراه ونمارسه خلال الشهور الستة المنصرمة، حيث كانت الإمارات ملء العين والسمع، وتردد صداها الجهات الأربع، وزوار تعدوا الثلاثة وعشرين مليون زائر، حمل الكثير منهم ومعهم شيئاً من الإمارات وعن الإمارات، ستة أشهر ودبي حاضرة في قلب العالم، وكل الأشياء في الإمارات كانت تتنفس «إكسبو»، والذي نودعه بكثير من الفرح، لأننا نجحنا كفريق كامل متكامل في تسيير دفة هذا اللقاء العالمي الكبير، سواء جهات ودوائر ووزارات أو فرق عمل وأفراداً وقطاعاً خاصاً، كان الجميع ينشد نجاح التظاهرة العالمية، وتميز الإمارات في جمال التنظيم، وانسيابية حركته، وتوفير كل ما يلزم برفاهية عالية هي خاصية في الإمارات وما تفعل، فرحنا كبير لأننا اكتسبنا خبرة قياسية في الاحتفاء بالمناسبات الكبرى، وكسبنا فريقاً من الشباب المتطوع الذين أضافوا على الحدث ومن أجل الحدث الكثير من عطائهم وتفانيهم وإيثار المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، والرقي بالحالات حين يكون الوطن هو المحك، وسمعة البلد هي الرهان الحقيقي.
كثيرون ممن يجب شكرهم على إنجاح هذا الحدث العالمي، كثيرون وجب تقديرهم والثناء على جهودهم المبذولة في السر والجهر، كثيرون لا نعرف كيف يمكن أن نصيغ الحب لهم، والود الكثير لهم، وخدمتهم بالغالي والنفيس، لأنهم يصنعون الفرق دوماً للإمارات، ومن أجل الإمارات، لعل على رأسهم صاحب الأحلام الكبيرة والنجاحات المغايرة، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في رشده، وحكمة تبصره، ورؤاه ونور رؤيته، ومن يسند ويعضّد، حمّال الثقال من الأمور، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في تسخير صعاب الأشياء، لا ندري لها هَمّاً، ولا نحمل لها وزناً.
اليوم.. في وداع الأشياء الجميلة، نمضي قُدماً نحو فضاءات جديدة، ونحو آفاق في المستقبل منظورة، وكلنا عزم أن تبقى الإمارات ناجحة بعقول أبنائها، وبجهود أجيال مقبلة تُعد لذلك، فتراكم التجارب هو باب مشرع للنجاح أكيد، لا يضرنا أقوال الفاشلين، لاعني الظلمة، الكسالى المتكلسين، فالوقت لا ينتظرهم، والنجاح أول الهاربين منهم، نحن ونحن وحدنا من يجعل من طريقنا أخضّر معشباً على الدوام، لا ننتظر من أحد أن يساويه أو يعبده، ولا ننتظر خيراً ممن يرمي في طريقنا العثرات والحجر، للنجاحات ضريبة لا يقدر عليها الكثير، وللنجاحات حرّاس كُثر يحفظون ويحافظون على المكتسبات، وما صنعه الأولون والسابقون والحاضرون.
وداعاً للأشياء الجميلة.. وداعاً إكسبو 2022.. أهلاً بدبي المستقبل، والإمارات البهيّة.