في مكان من أمكنة الإبهار، وتفتح أزهار الفرح، سوف يشهد العالم حفل الختام، وفي الختام مسك، وعنبر، وعبارة جليلة تخلب اللب، وتدهش، وتذهل لأن في دبي هناك الناسك يختم تلاوته بعد فيض من غنائم الفرح، بعد نعيم ترعرع عند مضارب أهل المهارات، ورونق العطاء، هناك عند خاصرة المعنى، عند شغاف ولهفة تبرز أقمار «إكسبو 2020»، زاهية، لا متناهية، قابضة على نور النجوم، والكواكب ساردة قصة الأنوار التي شعت واتسعت في دبي لتهدي العالم حزمة النور في عصر أنوارها، وزمنها الفضي، يتوالى حلماً وطموحات أصبحت في الدنى معلماً تاريخياً ملهماً للآخر، مبدعاً في مختلف المجالات، والصعد، لأن الفارس، والشاعر، فكر وتدبر، وعمل على أن تكون دبي قصيدته الأعظم، وجواده النبيل، وليدمج ما بين الخيل، والشعر، ويجعل منهما ميدان تنافس من أجل الارتقاء بالذائقة ورفع منسوب الابتكار بحيث تصبح دبي هي المسألة الرياضية الأهم في العالم، وهي الفيزياء الكونية الأشمل، واليوم ونحن نتابع هذا المساق الجمالي نرى في دبي كائناً نبيلاً يتحرك باتجاه أفئدتنا، فيحرك مشاعرنا ويدخلنا في قلب الشمعة المضاءة في إكسبو، حيث النور، والدفء وحيث الجمال يلقي بشاله الحريري على الناظرين ويملأ الوجدان في الثنايا قوارير وقواني، هي لب السعادة، وهكذا نمضي ونحن في الملأ أزهار لوتس تخرج من طين الأسئلة، لتفتح بتلات الحياة شاهدة على عصر إماراتي بامتياز ولا منافس، لأن الجياد أسرجت والفرسان ارتدوا خوذات السباق منذ أن طلعت أشعة الرؤية واستشرفت نور المستقبل، وتكحلت الأرض بأثمد المشاريع الكبرى، وارتدت السماء معطف الازدهار ولم تتوقف الركاب، بل تابعت الرحلة، والرحلة طويلة، ولكنها شيقة لأنها في عنادها تمنح الفكر قوة المجابهة، وحلم الانتصار على العواتي، والعواهن، وهكذا بذل الفارس جل جهده لكي تصبح دبي قصيدته المعلقة على جدار التاريخ لتحكي قصة فارس فكر، فعبر المضائق، فوصل، وها هو اليوم يجني ثمار التعب، ويحصد نتاج الكد والسهر، وما غابت شمس مصابيحها أفكار رجال أحبوا الحياة فمنحوها بذلهم، وأعطوا وجعلوا من عرقهم جداول أنهار تروي جذور نخيلهم، وتملأ عروق الوطن بالماء الزلال.
في ساحة الوصل هناك خصلات العالم تتواصل بعضها بالبعض، وتجعل من الأمل جديلة لها في الأعراف البشرية سر الجمال وأصل الذوق، ونعيم العالم في أن نشترك في حب الجمال، ونملأ جعبة الأيام جدلاً معرفياً يقودنا إلى الإفصاح عن سر غموض العالم، إذا لم نكسر قشرة جوز الهند لنعرف ماذا يكمن في المكنون الغامض، والعميق.