استرجعت منذ يومين تلك اللحظة التي طُرد فيها نجم كرة القدم الفرنسي -الجزائري الأصل- «زين الدين زيدان» من مباراة كرة القدم مع المنتخب الإيطالي في نهائي كأس العالم عام 2006، وذلك بعد أن «نطح» صدر لاعب من الفريق الخصم بسبب تلفظ الأخير بعبارات بذيئة ضد أهل زيدان، وبذات المشاعر المرتبكة تعاملت مع الحادثة الأخيرة التي لن ينساها العالم عندما صعد النجم الأميركي «ويل سميث» منصة تسليم جوائز الاوسكار قبل يومين وهو في قمة غضبه، متوجهاً بصفعة قوية لمقدم الحفل كريس روك، بعد أن ألقى الأخير «مزحة ثقيلة» فيها إشارة لمرض زوجة «سميث» الذي أفقدها شعرها..!
أتذكر تماماً رغم مرور أكثر عن عقدين على حادثة «زيدان»، كيف أن تصرفه كان حديث الجميع، وفي صالة التحرير بصحيفة «الاتحاد» خاصة انقسم الجميع حول موقف النجم ذي الأصل العربي- والذي كان يُعد آنذاك أيقونة ومفخرة في كأس العالم- وارتباكي شخصياً وعدم تعليقي على الحادثة لسبب وحيد وهو، أني لم أكن أملك قدرة على صياغة مشاعري بشكل صحيح. 
تتشابه الحالتان إلى حد كبير، ففي حادثة زيدان وسميث كان الفعل أمام ملايين المتابعين لمنصات رياضية وفنية يعتبرها الجميع معاقل تحتفي بالقيم الحضارية للعالم المتقدم، ليس هذا وحسب، بل إن النجمين من ذوي الشعبية الطاغية التي يعدها الصغار قبل الكبار قدوات يحتذى بهم!، غير أن الأكثر تشابهاً -ولعل هذا سبب ارتباكي الأساسي- أن دواعي سلوك النجمين جاء رداً على الإساءة التي وجهت لأخت زيدان وزوجة سميث، وهو سبب استخف به بعضهم واعتبروا ان الرد عليه كان «مبالغاً فيه»!
استرجعت تلك المشاعر المرتبكة التي أكون فيها إزاء أحداث تثير الناس وتشغلهم، بلا أي رؤية واضحة حول أمور يبدو أن الآخرين فيها يملكون رأياً واضحاً، بل ومتطرفاً أحياناً كثيرة، فيما أكون وقتها مليئة بالأسئلة والافتراضات غير المحدودة، التي تدور في مجملها حول ماهية المشاعر التي تملكتهم ودفعتهم لهذا التصرف، وكيف يمكن لآخر لا يملك أدنى فكرة عن تلك المشاعر أن يُقدر الحجم اللازم للفعل الذي يجب أن يُتخذ؟، وهل أن وصول بعضهم لهذه الدرجة من النجومية يحتم عليهم أن يمتلكوا من رباطة الجأش والمثالية اللازمة ليحسنوا التصرف في كل الأحوال وتحت أي ظرف..؟!.