أياً كانت نتيجة المباراة الفاصلة في التأهل إلى المنافسة على المركز الثالث والتأهل لمونديال قطر 2022، لا بد من وقفة جادة لتقييم مسار المنتخب ووضعه على الطريق الصحيح، وإعادته إلى مراكز متقدمة آسيوياً، فلا يعقل أن نصاب بخيبة أمل مع كل التصفيات القارية، ونخرج دائماً بخفي حنين، ومن دون أداء مقنع، منتخبات كثيرة تخفق في التأهل، ولكنها تترك انطباعاً إيجابياً لدى الشارع الرياضي بأن القادم أفضل، إلا منتخبنا الذي يخرج دون ترك أي بصمة.
ويبدو أن الحل لا يكمن في تغيير المدربين وتغيير لجنة المنتخبات وأعضائها، وإنما يجب التمعن أكثر في المنظومة بشكل عام، وآليات العمل، والوقوف على مواقع الخلل التي تتكرر مع كل استحقاق، أياً كان، فالمحصلة دائماً إخفاق تلو إخفاق، وندم وحسرة على ما صرف من أموال وبذل من جهد، وما زلنا نبحث عن الخلل ومكانه إن كان فنياً أم إدارياً.. فعلى المستوى الفني هناك مدربون قديرون لقيادة المنتخب، إلا أن الاختيار دائماً لا يحالفه الصواب، واللاعبون هم أهم إفرازات دورينا في ظل الاحتراف المطبق من جانب واحد، والتغافل عن الجوانب الأخرى بعلمنا أو نتيجة ضغوط تمارس على الاتحاد من أصحاب النفوذ وهم اللاعبون، حيث لا التزامات جادة في التعامل معهم وفق مقتضيات مرحلة الاحتراف المنقوصة، وهم في نظر الجميع معنيون ومطالبون، فالمحصلة دائماً هي متطلبات الاحتراف الحقيقي في المنظومة الكروية.
واليوم كلنا مطالبون، اتحاد ورابطة والهيئة العامة للرياضة تحت مظلة المجلس الوطني الاتحادي، بدراسة أسباب هذا الإخفاق المتكرر ومكامنه، فلا يعقل أن تكون دولتنا تنافس العالم في كل المجالات، وتبقى الرياضة وتحديداً كرة القدم تراوح مكانها، ونتأخر عاماً بعد آخر، وكأن كرتنا لا علاقة لها بتفوقنا وريادتنا في المجالات الحيوية والمهمة الأخرى ذات الصلة الوثيقة بالتكامل الاقتصادي والمعرفي والبنى التحتية التي تعزز مسيرة التنمية المستدامة في المجالات كافة، وتغيب عنها كرتنا لأسباب غير مقنعة، ونعلم مفرداتها ولا نحرك فيها ساكناً، وكأن كرتنا لا علاقة لها بالمنظومة الكروية العالمية، ولا هي ضمن أولوياتها رغم أننا جميعاً ندرك حقيقة الوضع القائم.
فإلى متى سنظل متفرجين ونتحدث عن إخفاقاتنا، وندرك مكامن الخلل فيها ولا نقترب من الحقيقة الساطعة كالشمس، ونتباكى بعد كل إخفاق؟.. فلا بد من وقفة.