يتابع أبناء الإمارات مراحل إنجاز «قطار الاتحاد» بكل فخر واعتزاز، ليس باعتباره أكبر مشروع بنية تحتية في الدولة، ولا لدوره المنتظر في ترسيخ تفوقها وتنافسيتها على المدى الطويل وحسب، وإنما لما يمثله من «روح الاتحاد» وحلم المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بوجود أكبر شبكة طرق وسكك حديدية تربط مختلف مناطق البلاد وتعزز التواصل بين أبناء الوطن الواحد الفخورين بإنجازاته تحت مظلة «البيت المتوحد».
كنا مع صفحة جديدة من الإنجاز العملاق، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، وسمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي رئيس مجلس إدارة شركة الاتحاد للقطارات، يثبتان مؤخراً القطعة الأخيرة على سكة القطار ليربط بين إمارتي أبوظبي ودبي تمهيداً لربط بقية إمارات الدولة بالشبكة الوطنية للسكك الحديدية، ولينطلق بمسيرة التكامل الاقتصادي والتنموي في الإمارات نحو آفاق أرحب من التنمية المستدامة.
المتابع للحدث يستحضر ذلك اللقاء التاريخي منذ أكثر من نصف قرن بين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، وهما يضعان قواعد ولبنات اتحادنا المبارك الذي نقطف ثماره في شتى الميادين والمجالات، ومنها هذه الصورة البهية، وراية الاتحاد بأيدٍ أمينة تمضي بقوة واقتدار على ذات المسار الذي رسمه الآباء المؤسسون.
نتطلع للحظة التاريخية عند اكتمال مشروع قطار الاتحاد، وبالأخص الشق الخاص بنقل الركاب ليختصر المسافات بين مدننا ويعزز تواصلنا ويقلل من اعتمادنا على السيارات الخاصة أو الحافلات عند التنقل بينها بما تحمله من تحديات ومخاطر جراء تلوث الهواء والحوادث المرورية التي ذهب ضحيتها كثيرون على الطرق الخارجية.
عندما نطالع الموارد الضخمة والإمكانات العملاقة لتنفيذ مشروع البنية التحتية الأكبر في إمارات الخير والمحبة، نستذكر البدايات البسيطة والمتواضعة في سبعينيات القرن الماضي عندما كان الرابط البري الوحيد بين أبوظبي ودبي، طريقاً إسفلتياً بحارتين للاتجاهين ومن دون أي خدمات تذكر سوى كرفان أو اثنين لكافتيريات تخدم سائقي الشاحنات. واليوم ولله الحمد ننعم بشبكة متطورة من الطرق عالمية المستويات، تربعت معها الإمارات على الريادة والصدارة في المؤشر الدولي كأفضل دولة في العالم بمجال البنية التحتية والطرق، إنها إرادة وعزيمة قيادتنا الرشيدة صانعة الحاضر الزاهي والمستقبل الزاهر للوطن وأجيال الوطن.